الرئيسية/شروحات الكتب/خلق أفعال العباد للبخاري/(10) باب التعرب بعد الهجرة “قوله وقال الله عز وجل لئن اجتمعت الإنس والجن…”

(10) باب التعرب بعد الهجرة “قوله وقال الله عز وجل لئن اجتمعت الإنس والجن…”

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
شرح كتاب (خَلْق أفعالِ العبادِ) للإمام البخاري
الدّرس العاشر

***    ***    ***    ***

– القارئ: أحسن الله إليك، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه "خلقُ أفعالِ العبادِ":
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [
الإسراء:88] وَلَكِنَّهُ كَلاَمُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- تَلَفَّظَ بِهِ الْعِبَادُ وَالْمَلاَئِكَةُ..

– الشيخ: تَلْفِظُ

– القارئ: تَلْفِظُ بِهِ الْعِبَادُ وَالْمَلاَئِكَةُ وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ.

ما حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ أَحِبَّ فُلاَنًا، فَيُنَوِّهُ بِهَا جِبْرِيلُ فِي حَمَلَةِ الْعَرْشِ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ الْعَرْشِ، فَيَسْمَعُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَغَطَ أَهْلِ الْعَرْشِ مودة عبد تنزل إلى السماء السابعة، ثم سماء سماء، حتى تنزل إلى سماء الدنيا، فيحبه أهل سماء الدنيا، ثم تهبط إلى الأرض، فيحبه أهل الأرض، والبغضُ على مثل ذلك)

وَقَالَ تعالى: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ [مريم:97] وَقَالَ: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ [القمر:17وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)

حَدَّثَنَا بِهِ آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن الرِّشْكُ، قال: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ قال: حَدَّثَنِي ابْنُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِمْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)

حَدَّثَنَا أَصْبَغُ، قال أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (كُلٌّ عامل مُيَسَّرٌ لِعَمَلِهِ) وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا قُدِّرَ لَهُ)

حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ مِثْلَهُ.

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قال: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ، قال: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، قال أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يقول: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ) وَتَابَعَهُ غُنْدَرٌ، وَالْجُدِّيُّ، عَنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ اللَّهُ -عز وجل-: وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ [
الروم:22]

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَبَيَّنَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ ذِكْرَ اللهِ هُوَ الْعَمَلُ. حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قال حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ، قال حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، يَقُولُ: إِنَّ آخِرَ كَلِمَةٍ فَارَقْتُ عَلَيْهَا رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَوْ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ)

– الشيخ: الله أكبر الله أكبر

– القارئ: حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِيَاسٍ، قال سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، قَالَ: (رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ أَوْ جَمَلِهِ وَهِيَ تَسِيرُ بِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ، أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ قِرَاءَةً لَيِّنَةً، وَهُوَ يُرَجِّعُ)

حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: (قَرَأَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ سُورَة فَرَجَّعَ فِيهَا) وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَحْكِيَ لَكُمْ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لَفَعَلْتُ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَسُئِلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟ قَالَ: (الَّذِي إِذَا سَمِعْتَهُ رَأَيْتَ عَلَيْهِ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ). وَيُذْكَرُ عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ)

وَقَالَ تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ [الأعراف:205]
وَقَالَ: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً [الأنعام:63] وَسَمِعَ عُمَرُ مُعَاذًا – القارئ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان:19]

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قال سَمِعْتُ أَبِي، قال سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، قال: "مَا سَمِعْتُ صَنْجًا قَطُّ، وَلاَ بَرْبَطًا، وَلاَ مِزْمَارًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْ أَبِي مُوسَى، إِلاَّ فُلاَنًا إِنْ كَانَ لَيُصَلِّي بِنَا فَنَوَدُّ أَنَّهُ قَرَأَ الْبَقْرَةَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ".

وَيُذْكَرُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنُؤَاخَذُ بِمَا نَقُولُ كُلِّهِ وَيُكْتَبُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: (وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلاَّ حَصَائِدُ الألسنةِ؟)

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: فقال حَدَّثَنِي أَبُو هَانِيء، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلاَّ مَا نَطَقَتْ أَلْسِنَتُهُمْ؟)

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: فَبَيَّنَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ أَصْوَاتَ الْخَلْقِ وَقِرَاءَاتِهِمْ وَدِرَاسَتَهُمْ وَتَعْلِيمَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ، بَعْضُهَا أَحْسَنُ وَأَزْيَنُ وَأَحْلَى، وَأَصْوَتُ، وَأَرْتَلُ، وَأَلْحَنُ، وَأَعْلَى، وَأَخَفُّ، وَأَغَضُّ، وَأَخْشَعُ. قَالَ: وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا [طه:108] وَأَجْهَرُ، وَأَخْفَى، وَأَمْهَرُ، وَأَمَدُّ، وَأَلْيَنُ، وَأَخْفَضُ مِنْ بَعْضٍ. حَدَّثَنَا آدَمُ..

– الشيخ: الله المستعان، الله المستعان، البخاري في هذه المسألة يعني أكثرُ بيانًا أنَّ هذه الأمور هي صِلَةٌ لأفعالِ المخلوقِ، وهي مخلوقة وأفعالٌ مخلوقة، أفعالهم وصفاتُ أفعالِهم كلها مخلوقةٌ، الصوتُ صوتُ القاري، والكلامُ كلامُ الباري، كذلك الخط فالخطُّ مثلُ اللفظِ، مثلُ النطقِ، المدادُ والقرطاسُ مخلوقةٌ، وفِعْلُ العبدِ الكتابة فِعْلُهُ بكتابة القرآنِ بيده، الفعلُ نفسُه، الكتابة مخلوقة، والكلام ليس بمخلوق.
– القارئ: أحسن الله إليك، حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ)

حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (كَانَ يَمُدُّ مَدًّا)

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ مِثْلَهُ، وَقَالَ: يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا. حَدَّثَنَا..

– الشيخ: إلى هنا بس

 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة