الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(70) باب قول الله عز وجل يريد الله ليبين لكم قوله “إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق في المعاش”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(70) باب قول الله عز وجل يريد الله ليبين لكم قوله “إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق في المعاش”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس السّبعون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللَّهمَّ اغفرْ لشيخنَا وللحاضرينَ والمستمعينَ، قالَ الإمامُ الحافظُ البيهقيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابِهِ "الأسماءُ والصِّفاتُ":
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، قالَ: أخبرَنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قال: حدَّثَنا أَبُو تَوْبَةَ، قالَ: حدَّثَنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قال: حدثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ فِي الْمَعَاشِ".
– الشيخ: الرِّفْقَ فِي الْمَعَاشِ، الشاهدُ قوله: "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ"، هو كل السياقات هذي لإثباتِ الإرادة، وسبق إنَّ صفة الإرادة لله تعالى أدلتُها لا تُحصَى من الكتاب والسنة، في تخريج للحديث هذا؟
– القارئ: نعم، أحسن الله إليك، قال: أخرجَهُ أحمدُ والبخاريُّ في التاريخِ الكبيرِ.
– الشيخ: والبخاري في التأريخ وش بعده؟
– القارئ: نعم، أخرجَهُ أحمدُ والبخاريُّ في التاريخِ الكبيرِ عن هشامٍ به، وأخرجَهُ ابن الجَعْبِي في المسندِ، والخرائطيُّ في مكارمِ الأخلاقِ، عن ابن أبي مُلَيْكَة عَنْ عائشةَ -رضي الله عنها-، وأخرجَهُ البيهقيُّ في الشُّعَبِ عن القاسمِ عن عائشة وليسَ عندَ أحدٍ منهم قولُهُ: "في المَعَاش".
– الشيخ: وليسَ عندَ أحدٍ منهم.
– القارئ: نعم، قولُهُ: "في المَعَاش".
– الشيخ: عجيب، يعني "أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ" بس؟
– القارئ:  نعم، "أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ".
– الشيخ: الرِّفْق؟
– القارئ: وصحَّحَهُ محقق المسندِ، وأصلُ الحديثِ في صحيح مسلم، من حديث أبي هريرة وجريرُ بن عبد الله -رضي الله عنهما-.
– الشيخ: "إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ"، "ما كانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ولا كان العنف مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ"، ولعله يَدخل فيه، في ذلكَ: "الرِّفقَ في الـمَعَاشِ" وهو الاقتصادُ والاعتدالُ خلاف التبذير، فمن، : "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ" فِي الْمَعَاشِ وفي غيره، فيَسْعَدُون بذلك في عيشِهِم وفي روابطِهِم فيما بينهم، إذا تعاملوا، إذا تعامل أفراد الأسرة فيما بينهم بالرِّفق سعدوا وتآلفوا واستقامتْ حالُهم، وإذا كذلك دخل عليهم الرِّفق فِي الْمَعَاشِ يعني أجزأهم، يعني ما يسرَّ الله لهم من الدَّخَلِ ومن القُوْتِ، فالرِّفْقُ يعني التَّوسُطُ في الأمورٍ والاعتدالُ.
 
– القارئ: وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قال: أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدْ أَبَاذِيُّ، قال: حدثنا أَبُو عِمْرَانَ.
– طالب:
عندنا اسم واحد المحمدأباذي يعني اسم واحد.
– الشيخ: اسم واحد؟
– طالب: يعني اسم مركب.
– الشيخ: أي، نعم.
– القارئ: قال: حدثنا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -بِبَغْدَادَ-، قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ الشَّافِعِيُّ، قال: حدثنا أَبُو غِرَارَةَ، مُحَمَّدٌ -يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيَّ- قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا– قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرِّفْقُ يُمْنٌ، وَالْخَرْقُ شُؤْمٌ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ بابَ الرِّفْقَ إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَإنَّ الْخَرْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ
– الشيخ: المقصود أنَّ الخُرْقَ يُفَسِّرُهُ العُنف، العنف والتَشَنُّجُ والشُّدَّةُ والغِلْظة هذا خُرْقٌ وحُمْقٌ.. وشر، ما كان الرفق في شيء إلا زانه، نعم.
– القارئ: وَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ كَانَ الْحَيَاءُ رَجُلًا لَكَانَ صَالِحًا، وَإِنَّ الْفُحْشَ مِنَ الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ فِي النَّارِ، وَلَوْ كَانَ الْفُحْشُ رَجُلًا يَمْشِي فِي النَّاسِ لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ".
أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، قال: أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ. .
– الشيخ: الْمُزَكِّيّ والا المزكّى؟
– القارئ: الْمُزَكِّي.
– الشيخ:
يحتمل أنه المزكى، نعم.
– القارئ: أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قال: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ عز وجل: وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا [المائدة:41]
يَقُولُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ ضَلَالَتَهُ فَلَنْ يُغْنِيَ عَنْهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَوْلَهُ تَعَالَى.
– الشيخ:
 وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الرعد:33]، هذا شاهدُهُ في القرآن، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ، إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ [النحل:37]، إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [القصص:56]
 
– القارئ: وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَوْلَهُ تَعَالَى: إِنْ تكْفروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيُّ عَنْكُمْ[الزمر:7]، يَعْنِي الْكُفَّارَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ فَيَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ: وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ [الزمر:7]، وَهُمْ عِبَادُهُ المخلصُونَ الَّذِينَ قَالَ: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ [الحجر:42]، فَأَلْزَمَهُمْ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحَبَّبَهَا إِلَيْهِمْ.
وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا [الإسراء:16]، يَقُولُ: سَلَّطْنَا أَشْرَارَهَا فَعَصَوْا فِيهَا، فإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيْهَا [الأنعام:123]
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، قال: حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا[الأنعام:125]، يَقُولُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُضِلَّهُ يُضَيِّقْ عَلَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَ الْإِسْلَامَ عَلَيْهِ ضَيِّقًا، وَالْإِسْلَامُ وَاسِعٌ وَذَلِكَ حَيْثُ يَقُولُ: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، يَقُولُ: لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ ضِيقٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قال: حدثنا أَبُو الْجَوَّابِ، قال: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَام} [الأنعام: 125]، قَالَ: نُورٌ يُقْذَفُ بِهِ فِي الْجَوْفِ فَيَنْشَرِحُ لَهُ الصَّدْرُ وَيَنْفَسِحُ، قِيلَ لَهُ: هَلْ لِذَلِكَ أَمَارَةٌ يُعْرَفُ بِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَابَةٌ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَاسْتِعْدَادٌ لِلْمَوْتِ قَبْلَ مَجِيءِ الْمَوْتِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قال: أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قال: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ -وَكَانَ مِنْ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ [الأنعام:125]، فَقَالُوا: فَهَلْ لِذَلِكَ عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ؟ قَالَ:
"نَعَمْ إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ وَانْشَرَحَ"، قَالُوا: فَهَلْ لِذَلِكَ عَلَمٌ يُعْرَفُ بِهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ". هَذَا مُنْقَطِعٌ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ، قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قال: حدثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ -رحمه اللَّهُ- يَقُولُ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ لَا يُعْصَى لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَفَصَّلَهَا، عَلَمِهَا مَنْ عَلَمِهَا وَجَهِلَهَا مَنْ جَهِلَهَا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ [الصافات:163]، وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا خَبَرٌ مَرْفُوعٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قال: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قال: أخبرنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ".
وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ -إِمْلَاءً-، قال: أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مطرٍ، قال: حدثنا أَبُو خَلِيفَةَ، قال: أخبرنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ؟ وَحَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ.
– الشيخ:
مستمر، نعم.
– القارئ: باقي سطر.
– الشيخ: مشِّ نعم.
– القارئ: وَحَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "يَا أَبَا بَكْرٍ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ".
– الشيخ:
نعوذ بالله من الشيطان الرجيم، نعوذ بالله.
الإرادة في كلِّ هذه السِّياقات المراد بها المشيئة، يعني معناه لو شاءَ الله، لو شاءَ الله، ولا خروجَ لشيءٍ عن مشيئةِ الله، الله، فوجودُ إبليس بمشيئةِ الله هو، ووجود الكفار بمشيئة الله، ووجود الكُفر والمعاصي بمشيئة الله، لا خروجَ لشيءٍ عن مشيئة الله.
والقدريَّةُ أنكروا عمومَ المشيئة، وهذا يتضمَّنُ أنَّ كفرَ الكافرين ومعصيةَ العاصين يعني وقعتْ -يعني لا بمشيئة الله- بلْ قهراً على الله، هذا مضمونُ قولهم، فإن نفيَ عموم المشيئة يتضمَّنُ تعّجيز الربِّ، نسبةَ الله إلى العجز.
أمَّا الإرادة، أمَّا أنه الله لا يريد أن يُعصى لا يريد -الإرادة الشرعية- لا يريد، الإرادة التي تتضمن المحبة، فالله يريد من العبادِ الإيمانَ، يحبُّ منهم الإيمان، ويكرهُ منهم الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، فالكفرُ واقعٌ بالمشيئةِ، وهو غير مُرادٍ للهِ بالإرادة الشرعيَّة.
وتجتمع الإرادتانِ في إيمانِ المؤمِن، فإيمانُ أبي بكرٍ تتواردُ عليه الإرادتانِ: المشيئة والإرادة الشرعية، تجتمعان في إيمان المؤمِن إلى آخره والله أعلم.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة