الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(73) باب ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(73) باب ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس الثّالث والسّبعون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، اللهمَّ اغفرْ لشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قالَ الإمامُ البيهقيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابِه "الأسماءُ والصفاتُ":
بابُ: ما شاءَ اللهُ كانَ وما لمْ يشأْ لمْ يَكُنْ.
– الشيخ: هذا البابُ متصلٌ بالأبوابِ السابقةِ، كلُّها في تقريرِ مشيئةِ اللهِ وعمومِها، فمِن صفاتِه أنَّه يشاءُ، له مشيئةٌ، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإنسان:30]، وهيَ ما شاءَ اللهُ كانَ ولا بد، فما شاء، فإذا شاء شيئاً فلا بدَّ أن يكون لا يتخلَّفُ، فعّالٌ لما يريد، والآياتُ والأحاديثُ الدالَّة على هذا كثيرة، ولهذا أكثرَ المؤلِّفُ من ذكر هذه الآيات.
– القارئ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ [الكهف:39]
– الشيخ: يعني: هذا ما شاء الله.
– القارئ: وَقَالَ لِنَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم-: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ [الأعراف:188] وَقَالَ -تَبَارَكَ وَتعالى-: سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ[الأعلى:6-7]
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّيْدَلَانِيُّ، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ، قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ الْلَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، قال: حدثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَوْنِ بْنِ حَفْصِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنِ نِعْمَةٍ مِنْ أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةُ إِلَّا بِاللَّهِ فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ".
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُرَفيّ -بِبَغْدَادَ- قال: أخبرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سليمَانَ الْفَقِيهُ، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ، قال: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قال: حدثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، قال: حدثنا عِيسَى بْنُ عَوْنٍ الْحَنَفِيُّ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَه.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قال: أَخْبَرَنِا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قال: حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، قال: حدثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَخْبَرَهُمَا أَنَّ النَّاسَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَذَكَرَ حَدِيثَ الرُّؤْيَةِ وَذَكَرَ مَنْ يُوثَقُ بِعَمَلِهِ وَمَنْ يُخَرْدَلُ قَالَ: «ثُمَّ يَنْجُو إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي يَبْقَى بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ يَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ شَبَقَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ -تعالى- وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ فَإِذَا أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْجَنَّةِ فَرَأَى بَهْجَتَهَا فَيَسْكُتُ مَا يشَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ" وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحين.
– الشيخ: الله المستعان، بعده.
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ.
– الشيخ: يتابع؟ .. في أسانيد كذا؟
– القارئ: نعم …
– الشيخ: قف على هذا يا أخي.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة