الرئيسية/شروحات الكتب/الأسماء والصفات للبيهقي/(77) باب قول الله عز وجل ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله قوله “إنكم ستسيرون عشيتكم وليلتكم”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(77) باب قول الله عز وجل ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله قوله “إنكم ستسيرون عشيتكم وليلتكم”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس السّابع والسّبعون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ الإمامُ البيهقيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِ "الأسماءُ والصِّفاتُ":
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قالَ: أخبرَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، قالَ: حدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ، قالَ: حدَّثَنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ ثُمَّ تَأْتُونَ الْمَاءَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّه» قَالَ: فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ فِي الْمَسِيرِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
– الشيخ:
معناه أنَّه بعيدٌ، تسيرونَ يومَكم وليلتَكم، والشاهدُ من الحديثِ ذكرُ المشيئةِ والتقييدُ بالمشيئةِ، وأنتم تبلغونَه أو تصلونَه إنْ شاءَ اللهُ.
– القارئ: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قالَ: أخبرَنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، قالَ: حدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، قالَ: حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قالَ: حدَّثَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قالَ: حدَّثَنا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ:
«لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: طَهُورٌ؟ كَلَّا بَلْ حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، كَيْمَا تُزِيرُهُ الْقُبُورَ قَالَ: «فنعم إِذًا»
– الشيخ: أعوذُ بالله، ما قبلَ دعوةَ الرسولِ، أعوذُ بالله، وين وين تصيرُ "طهور" هذه ! هذه حمَّى تفورُ، نيرانٌ، نارٌ، وهو شيخٌ كبيرٌ تزيرُه القبورُ، قالَ الرسول: إذاً  كما أقولُ كما تفاءلْتَ لنفسكَ، أعوذُ باللهِ، الرسولُ يقول له: طهورٌ إنْ شاءَ اللهُ، قالَ: وين طهور وين، أعوذُ باللهِ من ردِّ الحقِّ والتشاؤمِ، والعياذُ بالله.
فالشاهدُ قولُ الرسولِ: "طهورٌ إنْ شاءَ اللهُ" وليسَ هذا من تقييدِ الدعاءِ بالمشيئةِ؛ لأنَّ قولَه: "طهورٌ" هذه الصيغةُ صيغةُ خبرٍ، صيغةُ خبرٍ، يعني الرسولُ يقولُ: يكونُ طهوراً إنْ شاءَ اللهُ، تكفيرا لذنوبِك وتكونُ طهوراً لذنوبِكَ، إنْ شاءَ اللهُ، فقالَ: إنْ شاءَ اللهُ، وليسَ هو من قبيلِ الدعاءِ، يعني مثل: يرحمُكَ اللهُ، أو رحمَكَ اللهُ إنْ شاءَ اللهُ، شفاكَ اللهُ إنْ شاءَ اللهُ، اللَّهمَّ اشفِه إنْ شئْتَ: لا.
 
– القارئ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ.
حدَّثَنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ -رحمَهُ اللهُ- إِمْلَاءً قالَ: أخبرَنا أَبُو حَامِدٍ الشَّرْقِيُّ، قالَ: حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ، قالَ: حدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
"قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ -عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ صَاحِبُهُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ لَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ تَحْمِلِ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَأيْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْمَعُونَ"
– الشيخ: اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم، الشاهدُ قولُه: ولم يقلْ: إن شاءَ اللهُ، أو قالَ له صاحبه: قلْ إنْ شاءَ اللهُ، والتأويلُ أنَّ سليمانَ -عليه السلامُ- عدمُ تعليقه المشيئة كأنَّه من باب قوَّة الرجاءِ في نفسِه، أو أنَّه لما قيلَ لهُ: قلْ إن شاءَ اللهُ، لم ينتبهْ لهذا، لعلَّ هذا توجيهُه، يعني قد يكونُ الإنسانُ منشغلاً فيكلِّمُه صاحبُه ولا يأبَهُ له يتنبهُ له، وإلَّا نبيُّ اللهِ لن يدعي ذلك ويدعي حصول ذلك دونَ مشيئةٍ اللهِ، هذا لا يكونُ ولا يُتصوَّرُ من مؤمنٍ عاديٍّ فضلاً عن نبيٍّ.
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قالَ: حدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: حدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَدَثَانِيُّ، قالَ: حدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثَنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: تِسْعِينَ امْرَأَةً، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: «لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَأَخْرَجَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، قالَ حدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قالَ: حدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قالَ حدَّثَنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: قَالَ سُلَيْمَانُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَلِدُ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ يَعْنِي الْمَلَكَ قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ فَلَمْ تَأْتِ امْرَأَةٌ بِوَلَدٍ إِلَّا وَاحِدَةً بِشِقِّ غُلَام
– الشيخ:
الله أكبرُ
– القارئ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: يَرْوِيهِ "لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ دَرَكًا لَهُ فِي حَاجَتِهِ"
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قالَ: حدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثَنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قالَ: حدَّثَنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ -عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-» فَذَكَرَهُ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ بِالْإِسْنَادَيْنِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قالَ: أخبرَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قالَ: حدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، قالَ: حدَّثَنا أَبُو الرَّبِيعِ، قالَ: حدَّثَنا عَبْدُ الْوَارِثِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَا: حدَّثَنا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ حَلَفَ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَإِنْ شَاءَ مَضَى وَإِنْ شَاءَ رَجَعَ غَيْرَ حَنِثٍ»
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ
– الشيخ
: هذا طيِّب، يتخلَّصُ به الإنسانُ من الحنثِ والكفَّارةِ، إذا حلفتَ فقلْ: إنْ شاءَ اللهُ تعليقاً، واللهِ إن شاءَ اللهُ لأفعلَنَّ كذا، واللهِ إنْ شاءَ اللهُ، خلاص إنْ تعلَّقَتْ على المشيئة فإذا لم تفعلْ أو لم تتركْ ما حلفتَ على فعلِه فإنَّك لا تحنثُ، فلا تلزمُك الكفَّارةُ.
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قالَ: أخبرَنا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، قالَ: أخبرَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قالَ: حدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قالَ: أخبرَنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «وَاللَّهِ لَأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا، وَاللَّهِ لَأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا، فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
– الشيخ: تنفعُ في الكلِّ، لأنَّ كلّ هذه تأكيديَّة، واللهِ لأغزونَّ، واللهِ، واللهِ، إنْ شاءَ اللهُ، هذه ترجعُ على الجميعِ.
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ، قالَ: أخبرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، قالَ: حدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قالَ: حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «أَلَا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ إِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ تَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ، فِي مَقَامٍ أَبَدًا فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ، وَنَضْرَةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ سَلِيمَةٍ»
– الشيخ: اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ
 
– القارئ: قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ
– الشيخ:
إلى هنا يا أخي
– القارئ: باقي ثلاثة أحاديث أحسنَ اللهُ إليكَ.. وينتهي البابُ
– الشيخ: وينتهي الموضوعُ؟
– القارئ: أي نعم أحسنَ اللهُ إليكَ
– الشيخ: يقولُ: فصلٌ ولا أيش يقولُ؟
– القارئ: أي نعم، بَابُ مَا جَاءَ عَنِ السَّلَفِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- فِي إِثْبَاتِ الْمَشِيئَةِ
– الشيخ: أي سبحان الله، اعتنى بهذا البابِ كثيراً، إثباتُ المشيئةِ للهِ أدلّتها في الكتابِ والسُّنَّة يعني متضافرةٌ ومتظاهرةٌ كثيرةٌ، وفيها الردُّ على القدريَّةِ نفاة عموم المشيئةِ، القدريَّةُ نفاةُ القدرِ ينفون عمومَ المشيئة ويرون أنَّ أفعالَ العبادِ هذه خارجةٌ عن مشيئةِ اللهِ وعن خلقِه، وكلُّ هذه النصوصِ فيها إبطالٌ لمذهبِهم..نعم اقرأْ
 
– القارئ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِيُّ، قالَ: أخبرَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، قالَ: حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، قالَ: حدَّثَنا ابْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثَنا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مِنْ أَيِّ شَيْءٍ؟» قَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ، فَقَالَ لهُ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يضررُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" تَابَعَهُ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ مَوْصُولاً.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قالَ: أخبرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قالَ: حدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قالَ: حدَّثَنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثَنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ [الكهف:24] قَالَ: إِذَا لَمْ تَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قالَ: أخبرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قالَ: حدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قالَ: حدَّثَنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا [الكهف:24] قَالَ: إِذَا نَسِيَ الْإِنْسَانُ أَنْ يَقُولَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَتَوْبَتُهُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: «عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا»
– الشيخ
: أو يقولُ: إنْ شاءَ اللهُ ولو متأخِّراً
– القارئ: انتهى أحسنَ اللهُ إليكَ.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة