file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(12) فصل في صور للحكم بالفراسة

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
التّعليق على كتاب (الطّرق الحكميّة في السّياسة الَّرعيَّة) لابن قيّم الجوزيَّة
الدّرس الثّاني عشر

***    ***    ***    ***

إنكار بعض عبارات النَّاس التي فيها تلبيس [1] قصة غريبة فيها نزعة تشيُّع [2]

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبينا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللهمَّ اغفرْ لنا ولشيخنا وللمسلمين، قالَ ابنُ القيِّم -رحمه الله تعالى-. ما زال يذكر بعض الأمثلة يا شيخنا في الفراسة.
قال: وَمِنْ ذَلِكَ:
 أَنَّ اللُّصُوصَ أَخَذُوا فِي زَمَنِ الْمُكْتَفِي باللهِ مَالًا عَظِيمًا، فَأَلْزَمَ الْمُكْتَفِي صَاحِبَ الشُّرْطَةِ بِإِخْرَاجِ اللُّصُوصِ أَوْ غَرَامَةِ الْمَالِ؛ فَكَانَ يَرْكَبُ وَحْدَهُ، وَيَطُوفُ لَيْلًا وَنَهَارًا، إلَى أَنْ اجْتَازَ يَوْمًا فِي زُقَاقٍ خَالٍ فِي بَعْضِ أَطْرَافِ الْبَلَدِ، فَدَخَلَهُ فَوَجَدَهُ مُنْكَرًا، وَوَجَدَهُ لَا يَنْفُذُ، فَرَأَى عَلَى بَعْضِ أَبْوَابِهِ شَوْكَ سَمَكٍ كَثِيرٍ، وَعِظَامَ الصُّلْبِ.
فَقَالَ لِشَخْصٍ: كَمْ يَكُونُ تَقْدِيرُ ثَمَنِ هَذَا السَّمَكِ الَّذِي هَذِهِ عِظَامُهُ؟ قَالَ: دِينَارٌ، قَالَ: أَهْلُ الزُّقَاقِ لَا تَحْتَمِلُ أَحْوَالُهُمْ مُشْتَرِى مِثْلَ هَذَا؛ لِأَنَّهُ زُقَاقٌ بَيِّنُ الِاخْتِلَالِ إلَى جَانِبِ الصَّحْرَاءِ، لَا يَنْزِلُهُ مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يَخَافُ عَلَيْهِ، أَوْ لَهُ مَالٌ يُنْفِقُ مِنْهُ هَذِهِ النَّفَقَةَ، وَمَا هِيَ إلَّا بَلِيَّةٌ، يَنْبَغِي أَنْ يُكْشَفَ عَنْهَا، فَاسْتَبْعَدَ الرَّجُلُ هَذَا، وَقَالَ: هَذَا فِكْرٌ بَعِيدٌ، فَقَالَ: اُطْلُبُوا لِي امْرَأَةً مِنْ الدَّرْبِ أُكَلِّمُهَا.
فَدَقَّ بَابًا غَيْرَ الَّذِي عَلَيْهِ الشَّوْكُ وَاسْتَسْقَى مَاءً، فَخَرَجَتْ عَجُوزٌ ضَعِيفَةٌ.
فَمَا زَالَ يَطْلُبُ شَرْبَةً بَعْدَ شَرْبَةٍ، وَهِيَ تَسْقِيهِ، وَهُوَ فِي خِلَالِ ذَلِكَ يَسْأَلُ عَنْ الدَّرْبِ وَأَهْلِهِ، وَهِيَ تُخْبِرُهُ غَيْرَ عَارِفَةٍ بِعَوَاقِبِ ذَلِكَ، إلَى أَنْ قَالَ لَهَا: وَهَذِهِ الدَّارُ مَنْ يَسْكُنُهَا؟ -وَأَوْمَأَ إلَى الَّتِي عَلَيْهَا عِظَامُ السَّمَكِ- فَقَالَتْ: فِيهَا خَمْسَةُ شَبَابٍ أَعْفَارٍ، كَأَنَّهُمْ

– الشيخ: أعفار
– القارئ: قال: العِفر: الرجلُ الخبيثُ الدَّاهيةُ.
– الشيخ: أعتار والا أعتار؟
– طالب: لا، أعفار يا شيخ

– الشيخ: من العَفر
– القارئ: العِفر.
– الشيخ: من العَفْر؟ عَفَرَ.
– القارئ: أي كأنه شكلها يا شيخ في الحاشية بكسر العين وسكون الفاء.
– الشيخ: يعني الواحد العِفر؟
– القارئ: أي نعم
– الشيخ: ولا أعفار ما يصير ما تجي إلا أعفار.
– القارئ: أحسن الله إليكم.
– الشيخ: العِفر، نعم.
– القارئ: فَقَالَتْ: فِيهَا خَمْسَةُ شَبَابٍ أَعْفَارٍ، كَأَنَّهُمْ تُجَّارٌ، وَقَدْ نَزَلُوا مُنْذُ شَهْرٍ لَا نَرَاهُمْ نَهَارًا إلَّا فِي كُلِّ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ، وَنَرَى الْوَاحِدَ مِنْهُمْ يَخْرُجُ فِي الْحَاجَةِ وَيَعُودُ سَرِيعًا، وَهُمْ فِي طُولِ النَّهَارِ يَجْتَمِعُونَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَلْعَبُونَ بِالشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ، وَلَهُمْ صَبِيٌّ يَخْدُمُهُمْ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ انْصَرَفُوا إلَى دَارٍ لَهُمْ بِالْكَرْخِ، وَيَدَعُونَ الصَّبِيَّ فِي الدَّارِ يَحْفَظُهَا.
فَإِذَا كَانَ سَحَرًا جَاؤوا وَنَحْنُ نِيَامٌ لَا نَشْعُرُ بِهِمْ فَقَالَ لِلرَّجُلِ: هَذِهِ صِفَةُ لُصُوصٍ أَمْ لَا؟ قَالَ: بَلَى، فَأَنْفَذَ فِي الْحَالِ فَاسْتَدْعَى عَشَرَةً مِنْ الشُّرَطِ وَأَدْخَلَهُمْ إلَى أَسْطِحَةِ الْجِيرَانِ، وَدَقَّ هُوَ الْبَابَ فَجَاءَ الصَّبِيُّ فَفَتَحَ فَدَخَلَ الشُّرَطُ مَعَهُ فَمَا فَاتَهُ مِنْ الْقَوْمِ أَحَدٌ، فَكَانُوا هُمْ أَصْحَابَ الْجِنَايَةِ بِعَيْنِهِمْ.
وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّ بَعْضَ الْوُلَاةِ سَمِعَ فِي بَعْضِ لَيَالِي الشِّتَاءِ صَوْتًا بِدَارٍ يَطْلُبُ مَاءً بَارِدًا، فَأَمَرَ بِكَبْسِ الدَّارِ، فَأَخْرَجُوا رَجُلًا وَامْرَأَةً، فَقِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ قَالَ: الْمَاءُ لَا يُبَرَّدُ فِي الشِّتَاءِ، إنَّمَا ذَلِكَ عَلَامَةٌ بَيْنَ هَذَيْنِ.
وَأَحْضَرَ بَعْضُ الْوُلَاةِ شَخْصَيْنِ مُتَّهَمَيْنِ بِسَرِقَةٍ، فَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فأَلْقَاهُ عَمْدًا فَانْكَسَرَ، فَارْتَاعَ أَحَدُهُمَا، وَثَبَتَ الْآخَرُ فَلَمْ يَتَغَيَّرْ، فَقَالَ لِلَّذِي انْزَعَجَ: اذْهَبْ، وَقَالَ لِلْآخَرِ: أَحْضِرْ الْعُمْلَةَ.
فَقِيلَ لَهُ: وَمِنْ أَيْنَ عَرَفْت ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اللِّصُّ قَوِيُّ الْقَلْبِ لَا يَنْزَعِجُ، وَالْبَرِيءُ يَرَى أَنَّهُ لَوْ تَحَرَّكَتْ فِي الْبَيْتِ فَأْرَةٌ لَأَزْعَجَتْهُ، وَمَنَعَتْهُ مِنْ السَّرِقَةِ.
وَمِنْ الْحُكْمِ بِالْفِرَاسَةِ وَالْأَمَارَاتِ:
مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَاصَمَ غُلَامٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أُمَّهُ إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – فَجَحَدَتْهُ، فَسَأَلَهُ الْبَيِّنَةَ فَلَمْ تَكُنْ عِنْدَهُ، وَجَاءَتْ الْمَرْأَةُ بِنَفَرٍ، فَشَهِدُوا أَنَّهَا لَمْ تُزَوَّجْ وَأَنَّ الْغُلَامَ كَاذِبٌ عَلَيْهَا وَقَدْ قَذَفَهَا، فَأَمَرَ عُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – بِضَرْبِهِ، فَلَقِيَهُ عَلِيٌّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – فَسَأَلَ عَنْ أَمْرِهِمْ، فَأُخْبِرَ فَدَعَاهُمْ، ثُمَّ قَعَدَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَسَأَلَ الْمَرْأَةَ فَجَحَدَتْ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ: اجْحَدْهَا كَمَا جَحَدَتْك، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ إنَّهَا أُمِّي، قَالَ: اجْحَدْهَا، وَأَنَا أَبُوك وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ أَخَوَاك، قَالَ: قَدْ جَحَدْتهَا، وَأَنْكَرْتهَا. فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَوْلِيَاءِ الْمَرْأَةِ: أَمْرِي فِي هَذِهِ الْمَرْأَةِ جَائِزٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَفِينَا أَيْضًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنِّي قَدْ زَوَّجْتُ هَذَا الْغُلَامَ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ الْغَرِيبَةِ مِنْهُ، يَا قَنْبَرُ ائْتِنِي بِطِينَةٍ فِيهَا دِرْاهَمٌ، فَأَتَاهُ بِهَا، فَعَدَّ أَرْبَعَمِائَةٍ وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا، فَدَفَعَهَا مَهْرًا لَهَا.
وَقَالَ لِلْغُلَامِ: خُذْ بِيَدِ امْرَأَتِك، وَلَا تَأْتِنَا إلَّا وَعَلَيْك أَثَرُ الْعُرْسِ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَتْ الْمَرْأَةُ.

– الشيخ: يعني ظاهر القصة أنها جحدتْ أن تكون أمَّهُ؟
– القارئ: نعم.
وَقَالَ لِلْغُلَامِ: خُذْ بِيَدِ امْرَأَتِك، وَلَا تَأْتِنَا إلَّا وَعَلَيْك أَثَرُ الْعُرْسِ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَتْ الْمَرْأَةُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، اللَّهَ اللَّهَ هُوَ النَّارُ، هُوَ وَاَللَّهِ ابْنِي. قَالَ: كَيْفَ ذَلِكَ؟

– الشيخ: هو والله، نعم.
– القارئ: قَالَتْ: إنَّ أَبَاهُ كَانَ زِنْجِيًّا، وَإِنَّ إخْوَتِي.
– الشيخ: إنَّ أَبَاهُ كَانَ زِنْجِيًّا، نعم.
– القارئ: وفي نسخة قال: هجينا، وفي نسخة: مولى.
– الشيخ: حول بعضهم.
– القارئ: قال: وَإِنَّ إخْوَتِي زَوَّجُونِي مِنْهُ، فَحَمَلْتُ بِهَذَا الْغُلَامِ، وَخَرَجَ الرَّجُلُ غَازِيًا فَقُتِلَ، وَبَعَثْتُ بِهَذَا إلَى حَيِّ بَنِي فُلَانٍ فَنَشَأَ فِيهِمْ، وَأَنِفْتُ أَنْ يَكُونَ ابْنِي، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ، وَأَلْحَقَهُ بِهَا، وَثَبَتَ نَسَبَهُ.
وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – سَأَلَ رَجُلًا: كَيْفَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِمَّنْ يُحِبُّ الْفِتْنَةَ، وَيَكْرَهُ الْحَقَّ، وَيَشْهَدُ عَلَى مَا لَمْ يَرَهُ، فَأَمَرَ بِهِ إلَى السِّجْنِ. فَأَمَرَ عَلِيٌّ بِرَدِّهِ، وَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: كَيْفَ صَدَّقْته؟ قَالَ: يُحِبُّ الْمَالَ وَالْوَلَدَ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15] وَيَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَهُوَ حَقٌّ، وَيَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ يَرَهُ، فَأَمَرَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِإِطْلَاقِهِ، قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:124]
وَقَالَ أَصْبَغُ بْنُ نَبَاتَةَ: جَاءَ رَجُلٌ.

– الشيخ: هذه عزاها؟ القصة عزاها والا بس [أم فقط]؟
 – القارئ:  قال: رواه البالذري في أنساب الأشراف.

 

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1  إنكار بعض عبارات النَّاس التي فيها تلبيس
- الشيخ: أقول: كلها يعني سواليف لا تُصدِّقُ ولا تُكذِّبُ، لا تُصدِّقُ ولا تُكذِّبُ، وما يُذكَرُ من يعني، يعني الإكثار من ذكر يعني فضل عمر، فضل علي يعني في الحكم ودقَّة يعني الملاحظة، يعني يَسَعُ عمر أن يسألَهُ، ما يحتاج أنه يحبُّ الفتنة وش معنى يحبُّ الفتنة؟ هذه يقولونها الناس إلى الآن، إلى الآن الناس سمعوا بها وحفظوها وصار بعضهم يجيبها، لا وبعضهم يقول -أعوذ بالله-: يفرُّ من الرحمة، تعرفون هذي؟
- طالب: لا يا شيخ.. لا، ما نعرفها.

- الشيخ: يقول: يهرب من المطر، لي جاك المطر أنتَ تشرد؟! تروح البيت ها؟!
 - القارئ:  نعم.
- الشيخ: يقول: أنا أحبُّ الفتنة! وأفرُّ من الرحمة! ولا أحبُّ الحقَّ! إلى آخره.
- القارئ: وهذا يا شيخ إذا كان عارض لا بأس به أم؟
- الشيخ: يعني كأنه ما، يعني يمكن، والله عندي أنَّ هذا ما ينبغي يعني يصير تلبيس، تلبيس، كلمةُ إني أكره الحقَّ، أعوذ بالله، أكره الحق! نفس هذا التعبير ما يصلح، تكره الحق!
- طالب: .. الحق الحقُّ المعروف، كأنه يوحي ما يحب الحق الحقيقي.

- الشيخ: ... أكرهُ الحقَّ وأنا أفرُّ من الرحمة، من رحمة الله، أنا أحبُّ الفتنة، أعوذ بالله شر، هذي ما، يعني يمكن نقول: ما تصحُّ القصة لكن ... نعم.
- القارئ: أحسن الله إليكم، قال: وَقَالَ أَصْبَغُ بْنُ نَبَاتَةَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى مَجْلِسِ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَالنَّاسُ حَوْلَهُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إلَى النَّاسِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ، إنَّ لِلدَّاخِلِ حَيْرَةً، وَلِلسَّائِلِ رَوْعَةً، وَهُمَا دَلِيلُ السَّهْوِ وَالْغَفْلَةِ فَاحْتَمِلُوا زَلَّتِي إنْ كَانَتْ مِنْ سَهْوٍ نَزَلَ بِي، وَلَا تَحْسَبُونِي مِنْ شَرِّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ.
فَتَبَسَّمَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَأُعْجِبَ بِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إنِّي وَجَدْت أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فِي خَرِبَةٍ بِالسَّوَادِ، فَمَا عَلَيَّ؟ وَمَا لِي؟
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: إنْ كُنْتَ أَصَبْتَهَا فِي خَرِبَةٍ تُؤَدِّي خَرَاجَهَا قَرْيَةٌ أُخْرَى عَامِرَةٌ بِقُرْبِهَا فَهِيَ لِأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، وَإِنْ كُنْتَ وَجَدَتْهَا فِي خَرِبَةٍ لَيْسَتْ تُؤَدِّي خَرَاجَهَا قَرْيَةٌ أُخْرَى عَامِرَةٌ فَلَكَ فِيهَا أَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ، وَلَنَا خُمُسٌ. قَالَ.

- الشيخ: يعني رِكاز، يعني أنها رِكاز.
 
2 قصة غريبة فيها نزعة تشيُّع
 - القارئ:  أحسن الله إليكم، قال الرَّجُلُ: أَصَبْتهَا فِي خَرِبَةٍ لَيْسَ حَوْلَهَا أَنِيسٌ وَلَا عِنْدَهَا عُمْرَانُ، فَخُذْ الْخُمُسَ، قَالَ: قَدْ جَعَلْته لَك.
وَأَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رَجُلٌ أَسْوَدُ، وَمَعَهُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إنِّي أَغْرِسُ غَرْسًا أَسْوَدَ، وَهَذِهِ سَوْدَاءُ عَلَى مَا تَرَى، فَقَدْ أَتَتْنِي بِوَلَدٍ أَحْمَرَ، فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ: وَاَللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا خُنْته، وَإِنَّهُ لَوَلَدُهُ. فَبَقِيَ عُمَرُ لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، فَسألَ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ لِلْأَسْوَدِ: إنْ سَأَلْتُك عَنْ شَيْءٍ أَتَصْدُقُنِي؟ قَالَ: أَجَلْ وَاَللَّهِ، قَالَ: هَلْ وَاقَعْت امْرَأَتَك وَهِيَ حَائِضٌ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ، قَالَ عَلِيٌّ: اللَّهُ أَكْبَرُ، إنَّ النُّطْفَةَ إذًا اختلطَتْ بِالدَّمِ فَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا خَلْقًا كَانَ أَحْمَرَ، فَلَا تُنْكِرْ وَلَدَكَ، فَأَنْتَ جَنَيْت عَلَى نَفْسِك.
يقول المحقق: لم أجدْهُ.

- الشيخ: أي كلَّها القصص هذي، هذي يمكن تصير من يعني من، فيها نزعة تشيُّع، يمكن، يمكن الرافضة عندهم أنَّ هذا بالنسبة لعلي كمٌّ كثيرٌ، رضي الله عنه.
- القارئ: أحسن الله إليكم، وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
- الشيخ: إلى آخره بس قف عليه بس، يكفي، وبعدين عقب القصص ذي وش عنده؟ بعد القصة في فصل والا شي؟
- القارئ: لا يا شيخ، يعني ذكر لازال في، كلها أمثلة يا شيخ.
- الشيخ: إلى وين؟ إلى آخر الكتاب؟
- القارئ: ذكر قصة بعد خمس صفحات ذكر قصة في مسألة "فقأ العين"، وحقق فيها القول، وذكر مذاهب أهل العلم، وذكر الأدلة من الأحاديث.
- الشيخ: طيِّب إن شاء الله ... بعدين، محمد.
- طالب: الأحكام الكبير.

- الشيخ: لا إله إلا الله، نعم من القارئ؟ أنت يا محمد؟
- القارئ: أي نعم.
- طالب: تكلَّم في الحاشية -يا شيخ- عن الأصبغ اللي روى عنه كثير من القصص.. أقول: تكلَّم في كلام عن الأصبغ بن نباتة.. تكلَّمَ عنه في الحاشية، يعني عن توثيقه وتضعيفه؛ لأنَّهُ هو روى الكثير من القصص في الفراسة.

- الشيخ: تؤجل درس اليوم.. نكتفي بهذا.
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :متفرقات