الرئيسية/شروحات الكتب/تحفة المودود في أحكام المولود/(29) ذكر تسميته وأحكامها ووقتها< ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب

(29) ذكر تسميته وأحكامها ووقتها< ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التّعليق على كتاب (تحفة المودود في أحكام المولود) للإمام ابن القيّم
الدّرس التّاسع والعشرون

***    ***    ***    ***

– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ اللّهمَّ اغفرْ لنا ولشيخِنا وللحاضرين والمستمعين، قالَ الإمامُ ابنُ القيّمِ -رحمَهُ اللهُ تعالى-  في كتابِهِ (تُحفةُ المودودِ بأحكامِ المولودِ):
فصلٌ
وَمِمَّا يُمْنَع تَسْمِيَةُ الْإِنْسَانِ بِهِ أَسمَاءُ الربِّ تبَاركَ وَتَعَالَى؛ فَلَا يجوزُ التَّسْمِيَةُ بالأحدِ، ولا بالصمدِ، وَلَا بالخالقِ، وَلَا بالرازقِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَسْمَاءِ المُختصّةِ بالربِّ تبَاركَ وَتَعَالَى، وَلَا تجوزُ تَسْمِيَةُ الْمُلُوكِ بالقاهرِ، وَالظَّاهِرِ، كَمَا لَا يجوزُ تسميتُهم بالجبّارِ، والمُتكبِّرِ، وَالْأوّلِ، وَالْآخرِ، وَالْبَاطِنِ، وعلّامُ الغيوبِ .

– الشيخ: أعوذ بالله، يعني الأسماء الّتي ما تنصرف إلّا لله، يعني يظهر أنّ المراد تسميتهم يعني على أساس أنْ تكون عَلَمَاً، يعني الملك أو الظالم اللي [الذي] يسمّونه هذا جبّار، نعم هذا جبّار، فينا [يمكننا أن] نقول عن الذي يتكبّر أنّه متكبّر، لكن لا نجعل له ذلك اسماً، لا يجب أن يكون ذلك علماً عليه، لكن نصفه بما قام به وبما حصل منه، نعم.
 

– القارئ: وَقد قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ حَدّثَنَا الرّبيع بن نَافِع عَن يزِيد بن الْمِقْدَام ابْن شُرَيْح عَن أَبِيه عَن جدِّه شُرَيْح عَن أَبِيه هانئ: أَنّه لمّا وَفدَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم- إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ قومِهِ سمعَهم يكنونَهُ بِأبي الحكمِ فَدَعَاهُ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم فَقَالَ: إِنّ اللهَ هُوَ الحكمُ وَإِلَيْهِ الحُكمُ فَلمَ تُكنَّى أَبَا الحكمِ؟ فَقَالَ: إِنّ قومِي إِذا اخْتلفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فحكمْتُ بَينَهم فَرضِيَ كلا الْفَرِيقَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم- مَا أحسنَ هَذَا فَمَا لَكَ من الْوَلَدِ قَالَ لي شُرَيْحٌ ومسلمةٌ وَعبدُ اللهِ.
– الشيخ: ومسلمة؟
– القارئ: نعم
– الشيخ: الذي أحفظه "ومسلم"، لكن ممكن، شريح ومسلم، كمّل، مابي [ألا يوجد] تعليق عليه؟
– القارئ: قالَ صحيحٌ وأخرجَهُ أبو داودَ والنسائيِّ في المُجتبَى.
– الشيخ: بس [فقط] يعني.. تفضّل.
– القارئ: قَالَ لي شُرَيْحُ ومسلمةُ وَعبدُ اللهِ قَالَ فَمَن أكبرُهم قلتُ شُرَيْحَ قَالَ فَأَنتَ أَبُو شُرَيْحٍ.
– الشيخ: وصارت كنيته -رضيَ الله عنه- عُرِف بها أبو شُريح، نعم.
– القارئ: وَقد تقدّمَ ذِكرُ الحَدِيثِ الصَّحِيحِ عنه صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: (أَغيظُ رجلٍ على اللهِ تعالى يومَ القيامةِ رجلٌ تَسمَّى بِملكِ الْأَمْلَاكِ).
وَقَالَ أَبُو دَاوُد حَدثنَا مُسَدّد حَدّثنَا بشرُ بن الْمفضل حَدّثنَا أَبُو سَلمَةَ سعيدٍ بن يزِيدٍ عَن أبي نَضرة عَن مُطرفٍ بنِ عبدِ اللهِ بن الشّخير قَالَ قَالَ أبي انْطَلَقت فِي وَفدِ بني عَامرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم- فَقُلْنَا أَنْتَ سيّدُنَا فَقَالَ: السَّيِّدُ الله قُلْنَا وأفضلُنا فضلاً وأعظمُنا طولاً فَقَالَ قُولُوا بقولِكم أَو بِبَعْضِ قَوْلِكُم وَلَا يستجرينَّكم الشَّيْطَانُ.
وَلَا يُنَافِي هَذَا قَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم: 
(أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ) فَإِنّ هَذَا إِخْبَارٌ مِنْهُ عَمَّا أعطَاهُ اللهُ مِن سيادةِ النَّوْعِ الإنسانيِّ وفضلِهِ وشرفِهِ عَلَيْهِم.
– الشيخ: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، وهذا كلّه فيما يظهر على وجه العلنيّة، وإلّا فقد قال عليه الصلاة والسلام في شأن الحسن: (إنّ ابني هذا سيّد) هو سيّد، فيُقال للرجل للشرف والفضائل يقال "هذا سيّد"، سيدي يعني من السيادة، وقال لهم: (قومُوا إلى سيّدِكم) لسعد بن معاذ سيّدكم، لكن أن يكون علماً ؟!
 

– القارئ: وَأمّا وصفُ الربِّ تَعَالَى بِأَنَّهُ السَّيِّدُ فَذَلِكَ وصفٌ لرَبِّه على الْإِطْلَاقِ.
– الشيخ: يعني من وصف الرسول لربِّه، يعني قوله أنّ السيّد الله، نعم، على الإطلاق نعم.
– القارئ: فَإِنّ سيّدَ الْخلقِ هُوَ مَالكُ أَمرِهم الَّذِي إِلَيْهِ يرجعُونَ وبأمرِه يعمُلونَ وَعَن قَوْلِه يصدرون فَإِذا كَانَت الْمَلَائِكَةُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ خلقاً لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ومُلكاً لَهُ ولَيْسَ لَهُم غنىً عَنهُ طرفَةَ عينٍ وكلُّ رغباتِهم إِلَيْهِ وكلُّ حوائجِهم اليهِ كَانَ هُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى السَّيِّدُ على الْحَقِيقَةِ.
قَالَ عَليٌّ بنُ أبي طَلْحَةَ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِهِ قَولُهُ تعالى الصَّمدُ قَالَ السَّيِّدُ الَّذِي كَمُلَ سؤددُهُ.
وَالْمَقْصُودُ أَنّه لَا يجوزُ لأحدٍ أَن يتسمّى بأسماءِ الله المُختصّةِ بِهِ
وَأمّا الْأَسْمَاءُ الَّتِي تُطلقُ عَلَيْهِ وعَلى غَيره ِكالسميعِ والبصيرِ والرؤوفِ والرحيمِ فَيجوزُ أَن يُخبَرُ بمعانيها عَن الْمَخْلُوق وَلَا يجوزُ أَنْ يتسمّى بهَا على الْإِطْلَاقِ بِحَيْثُ يُطلَقُ عَلَيْهِ كَمَا يُطلَقُ على الربِّ تَعَالَى.

– الشيخ: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، أمّا الصفات فلا إشكال، يعني فلان غنيّ فلان كريم فلان جواد، لكن ال.. كونها أن تكون أعلاماً، نعم بعده.
 

– القارئ: وَمِمَّا يُمْنَعُ مِنْهُ التَّسْمِيَةُ بأسماءِ الْقُرْآنِ وسورِهِ مثلُ طه وَيس وحم وَقد نَصَّ مَالكٌ على كَرَاهَة التَّسْمِيَة بـ "يس" ذكرَهُ السيهليُّ.
– الشيخ: الله المستعان، هذا الشيء شائع في بعض المجتمعات، يُسمّون "طه" ويُسمّون، يزعمون أنّ "طه" اسم من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام، "طه" ما يقصدون اسم السورة، يقصدون أنّه من أسماء الرسول، نعم بعده.
 

– القارئ: وَأمّا ما يذكرُهُ الْعَوامُ أَنّ يس وطه من أَسمَاءِ النَّبِيِّ -صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّم- فَغيرُ صَحِيحٍ لَيْسَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ وَلَا حسنٍ وَلَا مُرْسَلٍ وَلَا أثرٍ عَن صَاحبٍ وَإِنَّمَا هَذِه الْحُرُوفُ مثلُ الم وحم والر وَنَحْوِهَا.
وَاخْتلفَ فِي كَرَاهَةِ التسمّي بأسماءِ الْأَنْبِيَاءِ على قَوْلَيْنِ أَحدُهمَا أَنّه لَا يُكرَهُ وَهَذَا قَولُ الْأَكْثَرين وَهُوَ الصَّوَابُ وَالثَّانِي يُكرَهُ قَالَ أَبُو بكرٍ بنُ أبي شيبَةَ فِي بَابِ مَا يُكرَهُ مِن الْأَسْمَاءِ حَدّثنَا الْفضلُ بنُ دُكَيْنٍ عَن أبي خلدَةَ عَن أبي الْعَالِيَةِ: إنّكم تَفْعَلُونَ شرّاً من ذَلِكَ تُسمّون أَوْلَادكُم أَسمَاء الْأَنْبِيَاءِ ثمَّ تلعنونهم.

– الشيخ: الله المستعان، الله المستعان، سمّوا ولا تلعنوا، الحديث الّذي [….] سمّوا بأسماء الانبياء، لكن سمّوا بأسمائهم ولا تلعنوا، خصوصاً إذا إذا تكلّم بالعلن، يعني من من ابنه اسمه محمّد إذا لعنه قال إذا لعنه قال: يلعنك أو لعنة الله عليك أو، وإن كان مُحرَّماً لكنّه لم يذكرِ الاسم، لكنّ محلّ الإنكارِ والنكارة أن يقول: الله يلعن محمد، هنا يدخل اسم الرسول عليه الصلاة والسلام، وإن كان لا يعنيه لكن بس اللفظ قبيح، اللفظ قبيح.
 

– القارئ: وأصرحُ من ذَلِكَ مَا حَكَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ السُّهيْليّ فِي الرَّوْض فَقَالَ وَكَانَ من مَذْهَبِ عمرِ بنِ الْخطّابِ -رضيَ اللهُ عنهُ- كَرَاهَةُ التسمّي بأسماءِ الْأَنْبِيَاءِ قلتُ وَصَاحبُ هَذَا القَوْلِ قصدَ صِيَانةَ أسمائِهم عَن الابتذالِ وَمَا يَعرِضُ لَهَا من سوءِ الْخطابِ عِنْدَ الْغَضَبِ وَغَيرِهِ وَقد قَالَ سعيدُ بنُ الْمسيّبِ: أحبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ أَسمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ وَفِي تَارِيخِ ابْنِ أبي خَيْثَمَةَ أَنّ طَلْحَةَ كَانَ لَهُ عشرَةٌ مِن الْوَلَدِ كلٌّ مِنْهُم اسمُه اسْمُ نَبِيٍّ وَكَانَ للزبيرِ عشرَةٌ كلُّهم تسمّى باسمِ شَهِيدٍ فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ أَنا أُسمّيهم بأسماءِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَنتَ سمّيتَهم بأسماءِ الشُّهَدَاءِ فَقَالَ لَهُ الزبيرُ فَإِنِّي أطمعُ أَنْ يكونَ بنيَّ شُهَدَاءَ وَلَا تطمعُ أَنْ يكونَ بنوك أَنْبيَاءً.
وَقد ثَبتَ فِي صَحِيحِ مُسلمٍ عَن أبي مُوسَى قَالَ وُلِدَ لي غُلَامٌ فَأتيتُ بِهِ النَّبِيَّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- فَسَمّاهُ إِبْرَاهِيمَ وحنّكَهُ بتمرةٍ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِه: بَابُ من تسمّى بأسماءِ الْأَنْبِيَاءِ، حَدّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ حَدّثنَا ابْنُ بشرٍ حَدّثنَا إسماعيلٌ قَالَ قلتُ لِابْنِ أبي أوفى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيم ابْنَ النَّبِيِّ -صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّم-؟ قالَ: مَاتَ صَغِيراً وَلَو قُضيَ أَنْ يكونَ بعدَ مُحَمَّدٍ نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بعدَهُ.

– الشيخ: الله المستعان، بعده نعم.
– القارئ: ثمَّ ذكرَ حَدِيثَ الْبَراءِ لمّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ النَّبِيُّ -صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّمَ- إِنَّ لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة وَفِي صَحِيحِ مُسلمٍ بَابُ التسمّي بأسماءِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ ثمَّ ذكرَ حَدِيثَ الْمُغيرَةِ بنِ شُعْبَةَ قَالَ لمّا قدمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا إِنَّكُم تقرؤون يَا أُخْتَ هَارُونَ ومُوسَى قبلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا فَلَمَّا قَدِمْتُ على رَسُولِ اللهِ -صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّمَ- سَأَلتُه عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّهُم كَانُوا يُسمّون بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قبلَهم.
– الشيخ: الآن كلٌّ يُسمّي بأسماء من يواليهم، فالمؤمنون والصالحون يسمّون بأسماءِ الأنبياء وبأسماء الصالحين، والفسقة يسمّون بأسماء من يحبّونهم يسمّون بأسماء الممثّلين والمغنّين، والآخرون كذلك يُسمّون بأسماء الرياضيّين، يصبح وإن كان الاسم سليم لكنّه الباعث عليه هو المذموم، نعم.
– القارئ: الْفَصْلُ الثَّالِثُ
– الشيخ: إلى هنا.
– القارئ: عفا اللهُ عنكَ، هل يُؤخَذُ من حديثِ أبي شُريحٍ يا شيخُ التكنّي بأكبرِ الأولادِ أنّه سُنَّةٌ؟
– الشيخ: هو صح، نعم.. محمد.
– طالب: أحسن الله إليك، في حديث أبي شريح من أحد المستمعين أرسل [….] اللي موجود عندنا في الكتاب هنا، قال لي: شُريح ومَسلمة وعبد الله.

– الشيخ: نعم.
– طالب: وأرسل أحد المستمعين، ووعند أبي داود والنسائي شُريح ومُسلم لا مَسلمة.

– الشيخ: هذا المشهور عندنا في كتاب التوحيد.
– طالب: يقول ها اللي موجود في النسائي وعند أبي داود.

– الشيخ: جزاك الله بارك الله بك.
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله