الرئيسية/شروحات الكتب/الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي/(3) فصل الدعاء من أنفع الأدوية – فصل الإلحاح في الدعاء
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(3) فصل الدعاء من أنفع الأدوية – فصل الإلحاح في الدعاء

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (
الجوابُ الكافي لِمَن سألَ عن الدّواءِ الشَّافي) لابن القيّم
الدّرس: الثّالث

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلِّ اللهمَّ وسلِّمْ على نبيّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين
– الشيخ: مكتوبٌ على الكتابِ "الداءُ والدواءُ"؟
– طالب: الداءُ والدواءُ، نعم.

– القارئ: مكتوبٌ "الداءُ والدواءُ"، لكن في التحقيقِ ذكرَ أنَّ فيه مُسمّيات: "الجوابُ الكافي لمن سألَ عن الدواءِ الشافي"، في طبعةِ الهند وفي عدّةِ طبعات.
– طالب: النسخةُ اللي عندنا "الجوابُ الكافي"

– الشيخ: من هو؟
– طالب: النسخةُ اللي عندنا "الجوابُ الكافي لمن سألَ عن الدواء الشافي"

– الشيخ: إي هذا أوضح، "الداءُ والدواءُ"
– القارئ: قال ابنُ القيمِ -رحمهُ اللهُ تعالى- في كتابِه "الجوابُ الكافي لمن سألَ عن الدواءِ الشافي":
فَصْلٌ
وَالدُّعَاءُ مِنْ أَنْفَعِ الْأَدْوِيَةِ، وَهُوَ عَدُوُّ الْبَلَاءِ، يَدْافِعُهُ، وَيُعَالِجُهُ…

– الشيخ: "وهو عدو" كذا؟
– القارئ: وهو عدوُّ البلاءِ
– الشيخ: "عدوُّ"، ما في نسخ؟ كذا؟ أقول: كذا عندكم كلّ النسخ عدو؟
– طالب: نعم، أحسنَ اللهُ إليك

– الشيخ: عدوّ البلاءِ.
 

– القارئ: وَهُوَ عَدُوُّ الْبَلَاءِ، يَدْافِعُهُ، وَيُعَالِجُهُ، وَيَمْنَعُ نُزُولَهُ، وَيَرْفَعُهُ، أَوْ يُخَفِّفُهُ إِذَا نَزَلَ، وَهُوَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ كَمَا رَوَى الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ.
– الشيخ: اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، وكلُّها بقدرِ اللهِ، لما سُئلَ الرسولُ عن الرقى والأدويةِ أتردُّ من قدرِ اللهِ؟ قال: (هِيَ مِنْ قَدَرِهِ)، والأقدارُ تتدافعُ، الأقدارُ تتدافعُ، والشرعُ والقدرُ كلاهما جارٍ على هذا، فالجوعُ هو قدرٌ؟ وبالأكلِ والشِّبَعِ هو قدرٌ، وقلْ كلَّ ذلك في سائرِ الأسبابِ والمسببات، والدعاءُ من القدرِ، وإذا اندفعَ فهو سببٌ لدفعِ كثيرٍ من الأقدارِ ورفعِ كثيرٍ من البلاءِ وهكذا، الدعاءُ وسيلةٌ للدفعِ والرفعِ ولاستجلابِ المطلوبِ، لاستجلابِ المطلوبِ.
 

– القارئ: وَهُوَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ كَمَا رَوَى الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ). وَلَهُ مَعَ الْبَلَاءِ ثَلَاثُ..
– الشيخ: أيش قالوا، عليه تعليقٌ؟ ضعيفٌ؟
– القارئ: نعم ضعيف
– الشيخ: أيش قال؟
– القارئ: أخرجَه ابنُ عديّ في "الكاملِ" والقضاعيُّ في "مسندِ الشهابِ" وغيرُهما، قال الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحٌ؛ فإنَّ..
– الشيخ: قال الحاكمُ: حديثٌ صحيحٌ؟
– القارئ: نعم، فإنَّ محمّدَ بن الحسنِ هذا هو التل، أو هو صدوقٌ في الكوفيين، قلت: محمدُ بن الحسن هو ابنُ أبي يزيدٍ الهمداني متروكُ الحديثِ، وكذّبَه ابنُ معينٍ وأبو داودَ، وقال بعضُهم: ضعيفٌ، انظر "تهذيبَ الكمالِ"، راجع "السلسلةَ الضعيفةَ" للألباني.
– الشيخ: المقصودُ: أنَّ الحديثَ ضعيفٌ، لكن لا شكَّ أنَّ الدعاءَ سببٌ يمكن يحاربُ به المسلمُ أعداءه، يستدفعُ، يسألُ ربَّه أن يدفعَ عدوّه، نفسُ الدعاءِ "أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ" هذا من السلاحِ الذي تدفعُ به الشيطانَ، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ، ومعنى كلمةِ "سلاحُ المؤمنِ": يعني حق.
 

– القارئ: (الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
وَلَهُ مَعَ الْبَلَاءِ ثَلَاثُ مَقَامَاتٍ: أَحَدُهَا..

– الشيخ: هذا الكلام، انتهى الحديثُ هذا؟
– القارئ: نعم
وَلَهُ مَعَ الْبَلَاءِ ثَلَاثُ مَقَامَاتٍ:
أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ أَقْوَى مِنَ الْبَلَاءِ فَيَدْفَعُهُ.
الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ أَضْعَفَ مِنَ الْبَلَاءِ فَيَقْوَى عَلَيْهِ الْبَلَاءُ؛ فَيُصَابُ بِهِ الْعَبْدُ، وَلَكِنْ قَدْ يُخَفِّفُهُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا.
الثَّالِثُ: أَنْ يَتَقَاوَمَا وَيَمْنَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ.
وَقَدْ رَوَى الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-:
(لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ).
– الشيخ: (لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ)، يعني: الحذرُ سببٌ، احذر، ولكنْ الحذرُ لا يُغني عن قدرٍ حتمٍ، قدر حتم سبقَ علمُ اللهِ بأنَّه يكونُ هذا ما ينفعُ فيه، ما ينفعُ فيه الحذرُ، يعني الحذرُ سببٌ، والسببُ إنّما يؤثرُ في الشيءِ الذي لم يشأْهُ اللهُ، أمَّا ما سبقَ به القدرُ أنَّه يكونُ فلابدَّ أن يكون.
 

– القارئ: (لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الْبَلَاءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ). وَفِيهِ أَيْضًا..
– الشيخ: أيش قالوا عليه؟
– القارئ: أخرجَه الطبرانيُّ في "الدعاءِ"، والبزارُ في مسندِه وزوائدِه وغيرهما، قال الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يخرِّجاه، وتعقَّبَه الذهبيُّ بقولِه: زكريا مُجمعٌ على ضعفِه.
– الشيخ: أي: كلُّها أحاديثُ ضعيفةٌ؛ لكن يعني معناها في الجملةِ.
– القارئ: وَفِيهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَالَ: (الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ).
– الشيخ: هذا كذلك (ينفعُ ممّا نزلَ): يعني ووقعَ من البلاءِ الواقعِ، (ومما لم ينزل يدفعه)، فهو له أثرٌ في الدفعِ والرفعِ.
– القارئ: وَفِيهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ: (لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ).
– الشيخ: يمكن هذا أصحُّها، أيش قالوا عليه؟
– القارئ: أخرجَه ابنُ ماجه وابنُ حبانَ والبغويُّ في "شرحِ السنة" وغيرُهم من طريقِ الثوريّ عن عبدِ اللهِ بن عيسى عن عبدِ اللهِ ابن أبي الجعدِ عن ثوبان فذكره، قال الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يخرجاه، قلت: ولم يتعقَّبه الذهبيُّ، وقد وقعَ في الحديثِ اختلافٌ، وطريقُ الثوري أشبهُ بالصوابِ، ولكن في سندِه عبدُ اللهِ بن أبي الجعد لم يوثّقه غيرُ ابنِ حبان.
– الشيخ: يعني هذا أحسنُ من كلِّ اللي راحت.
– القارئ: وَفِيهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ: (لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ).
فصل: وَمِنْ أَنْفَعِ الْأَدْوِيَةِ: الْإِلْحَاحُ فِي الدُّعَاءِ.
وَقَدْ رَوَى..

– الشيخ: هذا فرع عن الذي قبله، أي.
– القارئ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ). وَفِي صَحِيحِ الْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-…
– الشيخ: اللهُ أمرَ، أمرَ عبادَه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فالذي يُعرضُ عن اللهِ لا يسأله حوائجَه هذا نسألُ اللهَ العافيةَ، إن كان عن اعتقادٍ فاسدٍ فهذا ضررُه عظيمٌ، وإن كان عن غفلةٍ فهو تقصيرٌ عظيمٌ.
 

– القارئ: وَفِي صَحِيحِ الْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (لَا تَعْجِزُوا فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَهْلِكُ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ). وَذَكَرَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ).
وَفِي كِتَابِ الزُّهْدِ…

– الشيخ: يا الله يا الله، أَلـِحّ، أَلـِحّ أنتَ فقيرٌ، والذي تدعوهُ غنيٌّ فألحَّ، واللهُ تعالى لا يتعاظمُه شيءٌ أعطاه، ولا يتبرَّمُ كما جاءَ في الأثرِ، لا يتبرَّمُ بإلحاحِ الملحين، بخلافِ المخلوق، المخلوقُ يسأمُ ويفرُّ ويملُّ ويكرَهُ من يلحُّ عليه في الطلبِ.
– القارئ: وَفِي كِتَابِ الزُّهْدِ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: مَا وَجَدْتُ لِلْمُؤْمِنِ مَثَلًا إِلَّا رَجُلًا فِي الْبَحْرِ عَلَى خَشَبَةٍ، فَهُوَ يَدْعُو: يَا رَبِّ يَا رَبِّ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُنْجِيَهُ.
وَمِنَ الْآفَاتِ الَّتِي تَمْنَعُ تَرَتُّبَ أَثَرِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ..

– الشيخ: إلى هنا يا شيخ .
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :متفرقات