بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (تحفة المودود في أحكام المولود) للإمام ابن القيّم
الدّرس السّابع والأربعون
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ الله الرحمنِ الرحيم، اللهمَّ اغفرْ لنا ولشيخِنا وللحاضرِين وللمُستمِعِين. قال الإمامُ ابنُ القيمِ -رحمَه الله تعالى- في كتابِه "تحفةُ المودودِ بأحكامِ المولود":
الْفَصْل الْحَادِي عشر: فِي أَحْكَامِ الأقلفِ مِنْ طَهَارَتهِ وَصلَاتِهِ وذبيحتِهِ وشهادتِهِ وَغيرِ ذَلِكَ
– الشيخ: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، الأقلفُ: هو الذي لم يُختَن، لأنَّ اللحمةَ تُسمَّى القلفَة، ويُقالُ له: أقْلَف.
– القارئ: قَالَ الْخلالُ: أَخْبرنِي مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيلَ، حَدثنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَالمِ بنِ الْعَلَاءِ الْمُرَادِي، عَن عَمْرو بن هَرَمٍ، عَنْ جَابرِ بنِ زيدٍ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الأقلفُ لَا تُقبَلُ لَهُ صَلَاة وَلَا تُؤْكَل ذَبِيحَته"
– الشيخ: هذا يُنظرُ فيه، أقول: علَّقَ عليه؟
– القارئ: لا ما علَّقَ عفَا اللهُ عنكَ.
– الشيخ: يقول الأقلفُ أيش؟
– القارئ: قَالَ الْخلال: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا وَكِيع
– الشيخ: إلى آخره
– القارئ: قَالَ: "الأقلفُ لَا تُقبَلُ لَهُ صَلَاة وَلَا تُؤْكَل ذَبِيحَته"
– الشيخ: أي إذا كان نصرانيّا: أقْلَف، لأنَّ النصارى لا يختتنُون، ويُعبَّر عن النصراني بالأقلفِ، لذلكَ إذا النصراني هذا واضح، أمَّا إذا مسلم إلَّا أنَّه غيرُ مختونٍ، إنْ تعمَّدَ ذلك مع قدرتِه على الاختتانِ بعد كبرِه فغايتُه أنْ تكون معصيةً. فهذا الأثرُ يُنظَرُ في كلام أهلِ العلمِ سيُتكلَّمُ فيه
– القارئ: قَالَ وَكِيع: الأقلفُ إِذا بلغَ فَلم يختتنْ لم تجزْ شَهَادَته.
أَخْبرنِي عصمَة بن عِصَام، قال: حَدثنَا حَنْبَل قَالَ: حَدثنِي أَبُو عبدِ الله قالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عُبيدٍ، عَن سَالمٍ الْمرَادِي، عَن عَمْرو بن هَرَمٍ، عَن جَابرِ بنِ زيدٍ، عَن ابْن عَبَّاسٍ قالَ: "لَا تُؤْكَل ذَبِيحَةُ الأقلفِ"
قَالَ حَنْبَلُ: سَمِعتُ أَبَا عبد الله قَالَ: "لَا يُعجبنِي أَنْ يذبحَ الأقلفُ".
– الشيخ: "لا يُعجبني" كلمةٌ يقولُها الإمامُ أحمد كثيرًا. يختلفُ حكمُ المسألةِ قد يقولُ هذا فيما هوَ مُحرَّمٌ وقد يقولُ هذا فيما هوَ مكروهٌ.
– القارئ: وَقَالَ حَنْبَلُ فِي مَوضِعٍ آخر: حَدثنَا أَبُو عَمْرو الحوضي، حَدثنَا هَمَّامُ، عَن قَتَادَة، عَن عِكْرِمَة قَالَ: "لَا تُؤْكَل ذَبِيحَةُ الأقلفُ"
قَالَ: وَكَانَ الْحسنُ لَا يرى مَا قَالَه عِكْرِمَة، قَالَ: قِيلَ لعكرمةٌ: أَلَهُ حَجٌّ، قَالَ: لَا.
– الشيخ: كلامٌ ما أدري والله عن صِحَّتِه؟! عجيب! هذا عجيب! لكن سيُعلِّق عليه ابنُ القيم.
– القارئ: قَالَ حَنْبَل: قَالَ أَبُو عبد الله: "لَا تُؤْكَل ذَبِيحَتُه وَلَا صَلَاةَ لَهُ وَلَا حَجَّ لَهُ حَتَّى يتَطَهَّرَ، هُوَ مِنْ تَمامِ الْإِسْلَامِ"
وَقَالَ حَنْبَلُ فِي مَوضِعٍ آخرٍ: قَالَ أَبُو عبدِ اللهِ: "الأقلفُ لَا يَذبحُ، وَلَا تُؤْكَل ذَبِيحَته، وَلَا صَلَاة لَهُ"
وَقَالَ عبدُ اللهِ بن أَحْمد: حَدثنِي أبي، حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا سعيدُ بنُ أبي عَرُوبَة، عَن قَتَادَة، عَن جَابرِ بن زيدٍ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الأقلفُ لَا تحلُّ لَهُ صَلَاةٌ وَلَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُه وَلَا تجوزُ لَهُ شَهَادَةٌ".
قَالَ قَتَادَة: وَكَانَ الْحسنُ لَا يرى ذَلِكَ.
وَقَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور: قلتُ لأبي عبدِ الله: ذَبِيحَةُ الأقلفِ، قَالَ: "لَا بَأْس بهَا".
– الشيخ: ها؟ روايةٌ صارت !
– القارئ: وَقَالَ أَبُو طَالب: سَأَلْتُ أَبَا عبد الله عَن ذَبِيحَة الأقلف فَقَالَ: "ابْنُ عَبَّاسٍ شدَّدَ فِي ذَبِيحَتِه جدًّا".
– الشيخ: أي. بس أحالَ على ابن عباسٍ، هو ما قالَ شيء.
– القارئ: وَقَالَ الْفضلُ بنُ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أَبَا عبدِ اللهِ عَنْ ذَبِيحَةِ الأقلفِ فَقَالَ: "يُرْوى عَن إِبْرَاهِيم وَالْحسنِ وَغَيرهمَا أَنهم كَانُوا لَا يرَوْنَ بهَا بَأْسا إِلَّا شَيْئاً يُرْوى عَنْ جَابرِ بنِ زيدٍ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ أَنَّه كرِهَه"
– الشيخ: أي هذا كلامٌ طيبٌ
– القارئ: قَالَ أَبُو عبد الله: "وَهَذَا يشْتَدُّ على النَّاسِ فَلَو أَنَّ رجلًا أسلمَ وَهُوَ كَبِيرٌ فخافُوا عَلَيْهِ الْخِتَانَ أَفلا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ"
– الشيخ: يتعجَّبُ يعني!
– القارئ: وَذكرَ الْخلالُ، عَن أبي السَّمْحِ أَحْمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ ثَابتٍ قَالَ: سَمِعت أَحْمدَ بنَ حَنْبَلٍ وَسُئِلَ عَن ذَبِيحَة الأقلفِ وَذُكِرَ لَهُ حَدِيثُ ابْن عَبَّاس: "لَا تُؤْكَل ذَبِيحَتُه" فَقَالَ أَحْمدُ: "ذَاكَ عِنْدِي إِذا كَانَ الرجلُ يُولَدُ بَينَ أبوينِ مُسلمينِ فَكيفَ لَا يَخْتَتِن؟! فَأَمَّا الْكَبِيرُ إِذا أسلَمَ وَخَافَ على نَفسِهِ الْخِتَانَ فَلهُ عِنْدِي رخصَةٌ"، ثمَّ ذكرَ قصَّةَ الْحسنِ مَعَ أَمِيرِ الْبَصْرَةِ الَّذِي خَتَنَ الرِّجَال فِي الشتَاءِ فَمَاتَ بَعضُهم قَالَ: فَكَانَ أَحْمد يَقُول: "إِذا أسلمَ الْكَبِيرُ وَخَافَ على نَفسِه فَلهُ عِنْدِي عُذرٌ".
الْفَصْل الثَّانِي عشر فِي الْمُسْقِطَاتِ لوُجُوبِهِ:
– الشيخ: سبحان الله! عجيبٌ ابن القيم، دونَ تعليق! مُجردُ رواياتٍ.
– طالب: أحسنَ اللهُ إليكَ، هذا مِن المُستمعين للبثِّ:
وقالَ في المُغني: فَصْلٌ: وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الْعَدْلِ وَالْفَاسِقِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ –يعني في حِلِّ ذبائحِهم-:
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – لَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَةُ الْأَقْلَفِ. وَعَنْ أَحْمَدَ مِثْلُهُ.
وَالصَّحِيحُ إبَاحَتُهُ؛ فَإِنَّهُ مُسْلِمٌ، فَأَشْبَهَ سَائِرَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِذَا أُبِيحَتْ ذَبِيحَةُ الْقَاذِفِ وَالزَّانِي وَشَارِبِ الْخَمْرِ، مَعَ تَحْقِيقِ فِسْقِهِ، وَذَبِيحَةُ النَّصْرَانِيِّ وَهُوَ كَافِرٌ أَقْلَفُ، فَالْمُسْلِمُ أَوْلَى.
– الشيخ: هو عجيب بس الكلام! هل ثبتَ هذا عن ابن عباس؟! غريب غريب! هل ثبتَ؟ عندي يعني لا يثبتُ يعني: يُروى وبس [فقط]. يُروى غير كونه ثابتًا سبحان الله! كيف يقولُ ابنُ عباس: لا تصحُّ صلاتُه ولا تصحُّ ذبيحته؟! النصرانيُّ تصحُّ ذبيحتُه كما قالَ صاحبُ "المغني"
– القارئ: قالَ الْمُسْقِطَاتِ وُجُوبِهِ وَهِي أُمُورٌ: أَحدُهَا أَن يُولدَ الرجلُ وَلَا قُلْفَةَ لَهُ
– الشيخ: طيب هذا ما يحتاجُ.
– القارئ: فَهَذَا مُسْتَغْنٍ عَن الْخِتَان إِذ لمْ يخلقْ لَهُ مَا يجبُ خِتانُه، وَهَذَا مُتَّفق عَلَيْهِ.
لَكِن قَالَ بعضُ الْمُتَأَخِّرين: يُسْتَحبّ إمرارُ الموسى على مَوضِعِ الْخِتَانِ
– الشيخ: الكلامُ هذا ليسَ بشيءٍ، مثل الذي قالوا: الأصلعُ في الحجِّ الذي ما عندَه شعرٌ يمرُّ الموسى على رأسِه. هذا ليس بمناسِبٍ: العبادة ما هي مسألةٌ شكلية، بس يُمرُّ الموسَى على ذَكَرِه! سبحانَ الله! مُبالغات!
– القارئ: وقَالَ بعضُ الْمُتَأَخِّرينَ: يُسْتَحبّ إمرارُ الموسى على مَوضِعِ الْخِتَانِ
– الشيخ: هذا ما يقطعُ شيء بس. يجيبُ الموسَى يُمرُّه على مكانِ الختانِ، يروحُ يجرحُه
– القارئ: لِأَنَّهُ مَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ مِن الْمَأْمُور بِهِ وَقد قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-: (إِذا أَمرتكُم بِأَمْر فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم)
– الشيخ: ما له محل
– القارئ: وَقدْ كَانَ الْوَاجِبُ أَمريْن مُبَاشرَةُ الحديدة وَالْقطعُ فَإِذا سَقطَ الْقطعُ فَلَا أقلَّ مِن اسْتِحْبَابِ مُبَاشرَةِ الحديدةِ، وَالصَّوَابُ: أَنَّ هَذَا مَكْرُوهٌ لَا يُتَقرَّبُ إِلَى الله بِهِ، وَلَا يُتعبدُ بِمثلِهِ وتُنزَّهُ عَنهُ الشَّرِيعَةُ
– الشيخ: إي والله
– القارئ: فَإِنَّهُ عَبثٌ لَا فَائِدَة فِيهِ، وإمرارُ الموسَى غيرُ مَقْصُودٍ بل هُوَ وَسِيلَةٌ إِلَى فعلِ الْمَقْصُودِ، فَإِذا سقطَ الْمَقْصُودُ لم يبْقَ للوسيلة معنىً.
وَنَظِيرُ هَذَا مَا قَالَ بَعضُهم: إِنَّ الَّذِي لم يُخلَقْ على رَأسه شعرٌ يُسْتَحبُّ لَهُ فِي النّسكِ أَنْ يُمِرَّ الموسَى على رَأسه
– الشيخ: يجي الحلاق ويُسوِّي الموسَى وكأنَّه يحلُقُه! ما أدري؟!
– القارئ: وَنَظِيرُ قَولِ بعضِ الْمُتَأَخِّرينَ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمدَ وَغَيرِهم: أَنَّ الَّذِي لَا يُحسِنُ الْقِرَاءَةَ بِالْكُلِّيَّةِ وَلَا الذّكرَ أَو أخرسٌ يُحَرِّكُ لِسَانَهُ حَرَكَةً مُجَرّدَةً
– الشيخ: لا إلهَ إلا الله عجائب!
– القارئ: قَالَ شَيخُنَا: وَلَو قِيلَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَبْطُلُ بذلكَ كَانَ أقربَ، لِأَنَّهُ عَبثٌ يُنَافِي الْخُشُوعَ وَزِيَادَةُ عملٍ غيرِ مَشْرُوعٍ.
وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ هَذَا الَّذِي وُلِدَ وَلَا قُلْفَةَ لَهُ كَانَتِ الْعَرَبُ تزْعمُ أَنَّه إِذا وُلِدَ فِي الْقَمَرِ تقلَّصَتْ قُلْفَتُهُ وتجمَّعَتْ، وَلِهَذَا يَقُولُونَ: ختنَهُ الْقَمَرُ وَهَذَا غيرُ مُطَّردٍ وَلَا هُوَ أَمرٌ مُسْتَمرٌّ، فَلم يزلِ النَّاسُ يُولدونَ فِي الْقَمَرِ
– الشيخ: في القمرِ: يعني لعلَّهم يقصدون لياليَ الإبدارِ، لكن هذه مِن مفاهيمِ الجاهليةِ، لا عبرةَ بها.
– القارئ: وَالَّذِي يُولَدُ بِلَا قُلفةٍ نَادِرٌ جدًّا، وَمَعَ هَذَا فَلَا يكونُ زَوَالُ القلفةِ تَامًّا بلْ يظْهرُ رَأسُ الْحَشَفَةِ بِحَيْثُ يبينُ مخرجُ الْبَوْل، وَلِهَذَا لَا بُدَّ من خِتانِه ليظْهرَ تَمامُ الْحَشَفَة
– الشيخ: … في من وُلِدَ مختونًا، حتى ذكروا أنَّ الرسولَ وُلد مختونًا -صلى الله عليه وسلمَ-
– القارئ: وَأمَّا الَّذِي يسْقطُ ختانُه فَأنْ تكونَ الْحَشَفَةُ كلُّهَا ظَاهِرَة.
وَأَخْبرنِي صاحبُنا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانِ الخليليّ الْمُحدِّثُ بِبَيْتِ الْمُقَدّسِ أَنه مِمَّنْ وُلدَ كَذَلِكَ، وَاللهُ أعلم.
فصلٌ
– الشيخ: حسبك. نعم يا محمد
– طالب: أحسنَ اللهُ إليكَ، الحافظ ابن حجر أورد أثرَ ابنَ عباسٍ ثم قالَ: أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح وأخرجه عبد الرزاق والبيهقي في الشعب من طريقه
– الشيخ: لا إله إلا الله
– طالب: قال النوويُّ في "المجموع": فَرْعٌ: فِي ذَبِيحَةِ الْأَقْلَفِ وَهُوَ مَنْ لَمْ يُخْتَنْ: مَذْهَبُنَا أَنَّهُ حَلَالٌ وَبِهِ قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ
– الشيخ: أي والله أي والله.
– طالب: قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَبِهِ قَالَ عَوَامُّ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ عُلَمَاءِ الْأَمْصَارِ
– الشيخ: عوامُّ: يعني عمومَ أهلِ العلمِ، ما هم العوامُّ: الجُهَّالُ.
– طالب: قَالَ وَبِهِ نَقُولُ قَالَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "لَا يُؤْكَلُ" وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَاحْتَجَّ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْأَصْحَابُ بِعُمُومِ قَوْلِ اللَّهِ -تَعَالَى-: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ [الأنعام:118]، وَبِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَبَاحَ ذَبَائِحَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمِنْهُمْ الْأَقْلَفُ
– الشيخ: وين الدليل؟ ولا دليلَ، ما عندَهم شبهةٌ. ينبغي أن يُنزَّه ابن عباسٍ إلَّا أن يقولَه كنوعٍ من التغليظِ: "لا صلاةَ له ولا تؤكل ذبيحته"! النصراني تُؤكَلُ ذبيحتُه، أرجو أنه لا يصحُّ عن ابنِ عباس، وقد لا يصحُّ المتنُ وإنْ صحَّ السندُ، ولهذا يُقال في بعض الروايات: ظاهرُه الصحةُ –ظاهرُه-، المتن فيه غرابةٌ أو نكارةٌ شديدةٌ. حسبُكْ.