بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
شرح كتاب (الموطّأ – كتاب النّكاح) للإمام مالك
الدّرس: العاشر
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والـمُرسلينَ نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أمَّا بعدُ؛ قالَ في موطأِ الإمامِ مالكِ:
بابُ جامعِ النكاحِ.
وحَدَّثَنِي يحيى عن مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، أَوِ اشْتَرَى الْجَارِيَةَ، فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا، وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ. وَإِذَا اشْتَرَى الْبَعِيرَ، فَلْيَأْخُذْ بِذَرْوَةِ سَنَامِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ).
الحاشية السفلية
↑1 | الحكمة مِن تخصيص الإبل ببعض الأحكام - الشيخ: نسأل الله العافية. الإبلُ جاء في الحديث أنها جِنٌّ مِن جِنٍّ، وأنها على ذِروة كلِّ سنامٍ شيطانٌ، مع أنَّها مُسخَّرةٌ مِن نِعَمِ اللهِ، ولكن يُوضِّح هذا في ما هو معروفٌ مِن شَرَاسَتِها، فيها شَرَاسَة، وجاءَ في الأحاديثِ أنَّ في أربابِ الإبلِ الكِبْر والتعاظمُ في أهلِ الإبلِ، وهذا مُشاهَدٌ، بخلافِ الغَنم فإنَّ فيها طمأنينة، وسهلةٌ في طبيعتِها، وتولّيها وتربيتُها ورعايتُها تُكسِبُ صاحبَها شيئاً مِن لِينِ الخُلُق، ويُعَلِّل ويُذكرُ هذا في أنه: (ما مِنْ نبيٍّ إلا رَعَى الغَنَم)، فالإبلُ فيه شَرَاسَة وشَيْطَنة، ولهذا اختصَّتْ ببعضِ الأحكامِ، بأنَّ أكلَ لحمِها ينقضُ الوضوء، وجاءَ النهيُ عن الصلاةِ في مَعَاطِن الإبلِ. |
---|---|
↑2 | الدّعاء لِمَن اشترى سيارة - طالب: شيخ السيارات الآن إذا اشترَى سيارة يقرأُ مثلَ هذا الدعاء - الشيخ: تكلّم - طالب: إي، نعم - الشيخ: أيش فيه؟ - طالب: إذا اشترَى سيارة أيضاً يقرأ هذا الدعاء ...؟ - الشيخ: ممكن إي، "اللهمَّ اجعلها مباركة"، الناسُ هكذا يدعون. - القارئ: وَإِذَا اشْتَرَى الْبَعِيرَ، فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم). - الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله. - القارئ: وحَدَّثني عن مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ؛ أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ إِلَى رَجُلٍ - الشيخ: في [هل يوجد] تعليق على الحديث؟ - القارئ: نعم. - الشيخ: أيش [ماذا] قالوا؟ - القارئ: الحديثُ مُرْسَلٌ، وقدْ وصلَهُ ابنُ داوودَ وابنُ ماجه مِن حديثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ في "التمهيدِ": وهذا أيضاً مُرسَلٌ عندَ جميعِ رواةِ الـموطأ والله أعلم، ومعناهُ يُسْنَدُ مِن حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمروِ ابنِ العاصِ، ومِن حديثِ أبي لاسِنٍ الخزاعي، وقدْ رواهُ عَنْبَسَة بنُ عبدِ الرحمنِ عَن زيدِ بن أسلمَ عَن أبيهِ عَن عمرَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعَنْبَسَة ضعيفٌ لا يُحتجُّ بِه، انتهى. وحَدَّثني عن مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ؛ أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ إِلَى رَجُلٍ أُخْتَهُ، فَذَكَرَ أَنَّهَا قَدْ كَانَتْ أَحْدَثَتْ، فَبَلَغَ ذلِكَ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَضَرَبَهُ، أَوْ كَادَ يَضْرِبُهُ، ثُمَّ قَالَ: "مَا لَكَ وَلِلْخَبَرِ". |
↑3 | مَن زنت وفُضَّتْ بكارتها لا تُسمَّى "ثيّبًا" - الشيخ: ما أدري، كأنّه يريد أنه "لماذا تقولُ أنها قَدْ أحدثت"؟، فيها فضيحة، "مَا لَكَ وَلِلْخَبَرِ"، سبحان الله! خطبَها خلص، أعطهِ أو انفِهِ. طالب: قد يُقال أنَّها بكرٌ، أحسن الله إليكم.. إذا كانت بكرا؟ً - الشيخ: ولو كانَتْ بكراً - طالب: يختلفُ الصَّداق بهذا - الشيخ: البِكر، أيش معنى البكر؟ يعني متزوجة؟ يعني ما - طالب: لا، يعني لم يُدخل بها. - الشيخ: يعني قصدك الزنا؟ - طالب: إي، نعم - الشيخ: إذا زنَتْ تكونُ ثيِّباً؟ لا، ما تكونُ ثَيِّباً إلا من ناحية البكارة فقط، والبكارةُ -قالَ الفقهاءُ- إنَّها تزول بأسبابٍ، هذا خلافُ ما تقتضيهِ الحكمةُ والشريعةُ، يعني إذا كانَت هذه البِنتُ قد بُليَتْ، تقول: "أنَّها قد زنت؟" تُخبرُ بأنها قد زنَتْ؟ لا. - القارئ: وحدثني عن مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ: أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، كَانَا يَقُولاَنِ فِي الرَّجُلِ يَكُونُ عِنْدَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، فَيُطَلِّقُ إِحْدَاهُنَّ الْبَتَّةَ: أَنَّهُ يَتَزَوَّجُ، إِنْ شَاءَ، وَلاَ يَنْتَظِرُ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا. وحدثني عن مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، أَفْتَيَا الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَامَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِذلِكَ، غَيْرَ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: طَلَّقَهَا فِي مَجَالِسَ شَتَّى. وحدثني عن مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ: ثَلاَثٌ لَيْسَ فِيهِنَّ لَعِبٌ: النِّكَاحُ، وَالطَّلاَقُ، وَالْعِتْقُ. وحدثني عن مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّهُ تَزَوَّجَ بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى كَبِرَتْ، فَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا فَتَاةً شَابَّةً، فَآثَرَ الشَّابَّةَ عَلَيْهَا، فَنَاشَدَتْهُ الطَّلاَقَ، فَطَلَّقَهَا وَاحِدَةً، ثُمَّ أَمْهَلَهَا، حَتَّى كَادَتْ تَحِلُّ رَاجَعَهَا، ثُمَّ عَادَ فَآثَرَ الشَّابَّةَ عَلَيْهَا، فَنَاشَدَتْهُ الطَّلاَقَ، فَطَلَّقَهَا وَاحِدَةً، ثُمَّ رَاجَعَهَا، ثُمَّ عَادَ فَآثَرَ الشَّابَّةَ، فَنَاشَدَتْهُ الطَّلاَقَ، فَقَالَ: مَا شِئْتِ، إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، فَإِنْ شِئْتِ اسْتَقْرَرْتِ، عَلَى مَا تَرَيْنَ مِنَ الْأُثْرَةِ، وَإِنْ شِئْتِ فَارَقْتُكِ، قَالَتْ: بَلْ أَسْتَقِرُّ عَلَى الْأُثْرَةِ - الشيخ: على؟ - القارئ: "الْأُثْرَةِ" كذا يا شيخ - الشيخ: كأنها "الأَثَرَة" - القارئ: فَأَمْسَكَهَا عَلَى ذلِكَ، وَلَمْ يَرَ رَافِعٌ عَلَيْهِ إِثْماً حِينَ قَرَّتْ عِنْدَهُ عَلَى الْأَثْرَةِ. - الشيخ: إي، يعني خَيَّرَهَا، أقول: خيَّرها، الظلمُ أنْ يستبقيَها ولا يَعدِلَ، ولا يَعدِلَ بينَهما، أمَّا إذا قالَ: "والله يا فلانة، أنا ما عندي استعداد للقَسْمِ فإنْ شِئْتِي بقيتي على ما يَسَّرَ اللهُ، وإن شِئْتِي طلقتُكِ". - القارئ: كتابُ الطلاقِ - الشيخ: الله المستعان، حسبُكَ. |