بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي
الدّرس: السادس والثّمانون
*** *** *** ***
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلِّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. اللهمَّ اغفرْ لشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قالَ الإمامُ البيهقيُّ رحمَه اللهُ تعالى وأسكنَه فسيحَ جناتِهِ في كتابِ "الأسماءُ والصفاتُ":
بَابُ مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ صِفَةِ الْكَلَامِ:
أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، حدثنا عَلِيّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَرَقَ
– الشيخ: في تعليق على الوليد بن الوليد؟
– القارئ: يأتي تصحيح الحديث أحسنَ اللهُ إليك
– الشيخ: لا، ابن الوليد؟
– القارئ: لا، لم يأتِ
– الشيخ: في ترجمة؟
– طالب: لا، بس قال: "في معرفةِ الصحابةِ" قالَ أبو نعيم في "معرفةِ الصحابة": المشهورُ مِن ذلكَ هو أنَّ خالدَ بن الوليدِ شكا ذلكَ، وقد أخرجَهُ أحمدُ موصولاً.
– الشيخ: هذا هو الصحيحُ، يعني يظهرُ أنه خالدُ بن الوليد، عندكَ هذه نسخة؟
– القارئ: قالَ: أخرجَهُ ابنُ أبي شيبةَ، قالَ أبو نعيم في معرفةِ الصحابةِ: المشهورُ مِن ذلكَ هو أنَّ خالدَ بن الوليدِ شكا ذلكَ، وقد أخرجَهُ أحمدُ موصولاً.
– الشيخ: نعم.
قَالَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَرَقَ -حَدِيثَ النَّفْسِ بِاللَّيْلِ– فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا آوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَقُلْ: أَعُوذُ..
– الشيخ: كلكم عندَكم "حَدِيثُ النَّفْسِ"؟
– طالب: نعم، محطوطة بينَ قوسين، ما تكون تفسيراً للأرَق؟
– الشيخ: تفسيرٌ للأرقِ ما يخالف، ما أدري هو موجود في الأصل ولّا [أم] تفسير مِن المؤلِّف يعني؟
– القارئ: -حَدِيثَ النَّفْسِ بِاللَّيْلِ– فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا آوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَمَنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونَ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَضُرَّكَ، وَحَرِيُّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ) هَذَا مُرْسَلٌ، وَشَاهِدُهُ الْحَدِيثُ الْمَوْصُولُ الَّذِي أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَقُولُهُنَّ عِنْدَ النَّوْمِ مِنَ الْفَزَعِ: (بِسْمِ اللَّهِ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمَنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونَ) فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُعَلِّمُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ كَتَبَهَا وَعَلَّقَهَا عَلَيْهِ، قالَ الشيخُ رضيَ اللهُ عنه: فَاسْتَعَاذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ أَنْ يُسْتَعَاذَ فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِهِ، فَقَالَ: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون:98،97] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل:9] وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِمَخْلُوقٍ مِنْ مَخْلُوقٍ، فَدَلَّ أَنَّهُ اسْتَعَاذَ بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ، وَأَمَرَ أَنْ يُسْتَعَاذَ بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِه
– الشيخ: وهوُ الكلام
– القارئ: وَهِيَ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَسْتَعِيذَ بِذَاتِهِ، وَذَاتُهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ، حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، حدثنا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، حدثنا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، وَأَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ مَضْجَعِهِ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ، اللَّهُمَّ لَا يُهْزَمُ جُنْدُكَ وَلَا يُخْلَفُ وَعَدُكَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ سُبْحَانَكَ، وَبِحَمْدِكَ) قُلْتُ: فَاسْتَعَاذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْخَبَرِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ كَمَا اسْتَعَاذَ بِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، فَكَمَا أَنَّ وَجْهَهُ الَّذِي اسْتَعَاذَ بِهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَكَذَلِكَ كَلِمَاتُهُ الَّتِي اسْتَعَاذَ بِهَا غَيْرُ مَخْلُوقٍةٍ، وَكَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى وَاحِدٌ، وَإِنَّمَا جَاءَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ عَلَى مَعْنَى التَّعْظِيِمِ وَالتَّفْخِيمِ، كَقَوْلِهِ تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ.. [الحجر:9]
– الشيخ: لا، لا، قبل يا شيخ
– القارئ: وَكَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى وَاحِدٌ، وَإِنَّمَا جَاءَ
– الشيخ: واحد يعني يجاوبنا عَن كلمةِ: "كلماتٍ"
– القارئ: هنا تعليق أحسنَ اللهُ إليك
– الشيخ: هذا مبنيٌّ على الأصلِ عندَ الأشاعرةِ أنَّ كلامَ اللهِ شيءٌ واحدٌ لا يتعدَّدُ، وأنَّهُ قديمٌ وأنه وأنه، وهو معنىً نفسيٌّ، قولٌ -نسأل الله العافية- مُناقضٌ لدَلالاتِ الشَّرعِ، ومناقضٌ لدَلالةِ العقل.
أيش هذا الكلام؟! "معنىً نفسيٌّ" صار مثل الكلام الذي في نفسِ الأخرسِ، أعوذ بالله، أعوذ بالله، سبحان الله! كلامٌ واحدٌ وكلُّ هذه النصوصِ! ويصبحُ هذا القرآنُ ما هو كلام الله، هذا الذي نقرأُ يصبحُ عبارةً عن كلامِ اللهِ. عندك تعليق؟ نسمعُه.
– القارئ: نعم.
قال: إنْ كانَ المقصودُ بِهِ أنَّهُ لا يتفاضلُ، ولا يتعاقبُ، ولا يتجزَّأ، فالأدلةُ مِن الكتابِ والسُّنَةِ تردُّه، ثمَّ إنَّ لَازِمَهُ أنَّ معنى قوله: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا [الإسراء:32] هو معنى قوله: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ [البقرة:43]، ومعنى: "آيةِ الكرسي" هو معنى "آيةِ الدَّيْنِ"، ومعنى: "سورةِ الإخلاصِ" هو معنى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ [المسد:1] وكلَّما تأمَّلَ الإنسانُ هذا القولَ تبيَّنَ لَهُ فسادُهُ، وعَلِمَ أنَّهُ مُخالِفٌ لكلامِ السلفِ، والحقُّ أنَّ التوراةَ والإنجيلَ والزبورَ والقرآنَ مِن كلامِ اللهِ حقيقةً، وكلامُ اللهِ تعالى لا يَتَنَاهى فلمْ يزلْ يتكلَّمُ بما شاءَ إذا شاءَ كيفَ شاءَ، ولا يزالُ كذلكَ، انظرِ شرحَ الطحاوية
– الشيخ: شرح الطحاوية، إي مِن قريِب
– القارئ: إِنَّمَا جَاءَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ عَلَى مَعْنَى التَّعْظِيِمِ وَالتَّفْخِيمِ، كَقَوْلِهِ تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]
– الشيخ: لا، ما هو بأسلوبِ التعظيمِ، أسلوبُ التعظيمِ هذا يُقالُ في التعبيرِ عن الـمُتكلِّم أو المخاطَب، أمَّا هذا جمعٌ لا لهذا ولا لهذا، ليسَ عبارة عَن المتكلِّم ولا الـمُخاطَب، فليسَ هذا مِن أساليبِ العربِ الدالَّةِ على التعظيمِ، ليسَ هذا مِن أساليبِ.. يعني جمعُ كلماتِ (أعوذُ بكلماتِ اللهِ)، التعظيمُ الذي عندَ العرب إنما يكونُ إمَّا مِن تعبيرٍ عن نفسِ المتكلِّمِ يذكرُ نفسَه بصيغةِ الجمعِ: فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ [الذاريات:48] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ أو الـمُخاطَب لكن هذا في غيرِ حقِّ اللهِ، يعني: "قلتُم"، و"ذكرتُم" وكذا.
– القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليك
وَقَالَ تعالى: فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ [المرسلات:23]، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا تَامَّةً؛ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي كَلَامِهُ عَيْبٌ أَوْ نَقْصٌ كَمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي كَلَامِ الْآدَمِيِّينَ وَبَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحمه الله: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَدِلُّ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، قَالَ: وَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ إِلَّا وَفِيهِ نَقْصٌ.
قال – الشيخ: وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ) فَلَا يُخَالِفُ مَا قُلْنَا وَذَلِكَ؛ لِأَنَّ الرِّضَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ يَرْجِعُ إِلَى الْإِرَادَةِ، وَهُوَ إِرَادَتُهُ إِكْرَامِ الْمُؤْمِنِينَ
– الشيخ: […..] هذا تصريحٌ بمتابعته
– القارئ: وَكَذَلِكَ الرَّحْمَةُ تَرْجِعُ إِلَى الْإِرَادَةِ وَهِيَ إِرَادَةُ الْإِنْعَامِ وَالْإِكْرَامِ، وَالْإِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ فَاسْتَعَاذَتُهُ فِي هَذَا الْخَبَرِ أَيْضًا وَقَعَتْ بِصِفَةِ الذَّاتِ كَمَا وَقَعَتْ فِي قَوْلِهِ: (بِكَ) بِالذَّاتِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ وَوَجَدْتُ فِي كَلَامِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّهُ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَسَأَلَهُ
– الشيخ: طويل، طويل
– طالب: سطرين
– الشيخ: سطرين، كمل زين
– القارئ: وَوَجَدْتُ فِي كَلَامِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّهُ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَسَأَلَهُ أَنْ يُجِيرَهُ بِرِضَاهُ مِنْ سَخَطِهِ، وَبِمُعَافَاتِهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ، قُلْتُ: فَالِاسْتِعَاذَةُ فِي هَذَا أَيْضًا وَقَعَتْ بِغَيْرِ مَخْلُوقٍ؛ لِيَجْعَلَهُ مِنْ أَهْلِ رِضَاهُ، وَمُعَافَاتِهِ دُونَ سَخَطِهِ وَعِقَابِهِ.
– الشيخ: الله الـمُستعان، حسبك.