ليسَ كلُّ مسلمٍ مؤمنًا، يعني: الإيمانُ بالمعنى الخاصِّ وهو مثل ما قالَ اللهُ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2]، فليسَ كلُّ مسلمٍ يكونُ بهذه المرتبةِ وإنْ كانَ معَه أصلُ الإيمان، كلُّ مسلمٍ لا يكونُ مسلمًا إلَّا أنْ يكونَ معَه أصلُ الإيمانِ، لابدَّ، لكن ليسَ كلُّ مسلمٍ يكونُ بدرجةِ المؤمنِ الموصوفِ بصفاتِ الكمالِ من الوجلِ وزيادةِ الإيمانِ عندَ تلاوةِ القرآنِ، والرَّسولُ فرَّقَ بينَ مسلمٍ ومؤمنٍ، لما قالَ له الصَّحابيُّ: “إنِّي لأُراهُ مؤمنًا” قالَ: (أو مسلمًا)، والأصلُ أنَّ الإيمانَ يتعلَّقُ بالأعمالِ الباطنةِ أعمال القلوب وأحوال القلوب، والإسلامُ علانية يتعلَّقُ بالأعمال الظَّاهرة، كما فسَّرَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في حديثِ جبريل .