: هذا مِن أدلِّة الجهاد، الجهاد جهادُ الكفَّار ليدخلوا في الإسلام، كما قال تعالى: فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمۡۚ [التوبة:5]، فالكفَّارُ يقاتَلون حتى يدخلوا في الإسلام، ولكن دلَّت أدلَّة أخرى أنَّهم إذا أبوا فإنَّها تُطلب منهم الجزية، وليس المقصود أنَّ كلَّ كافرٍ يُوقَف ويوضَعُ السَّيف ويُشهرُ السَّيفُ فيقال له: أسلم وإلَّا قتلناك، فإنَّ الله تعالى يقول: لَآ إِكرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ [البقرة: 256]، فلا أحد يُكرَه على الدُّخول في الإسلام، إلَّا المرتدّ إذا ارتدَّ عن الإسلام؛ كانَ مسلمًا وارتدَّ فإنَّه يُوقَف ويُقال له: تُب وارجع إلى الإسلام وإلَّا قتلناك، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَنْ بدَّلَ دينَهُ فاقتلوه).
فمَن دخلَ في الإسلام إنْ دخلَ في الإسلام ظاهرًا وباطنًا نفعهُ ذلكَ؛ عصمَ دمَهُ ومالَه وكانَ مِن النَّاجين مِن عذابِ الله، وإن دخلَ في الإسلام ظاهرًا بلسانِه كانَ مِن المنافقين وينفعه ذلكَ في الدُّنيا ويعصمُ دمَه وماله ظاهرًا وحسابُه على الله .