الرئيسية/فتاوى/توضيح قاعدة القدر المشترك
file_downloadshare

توضيح قاعدة القدر المشترك

السؤال :

يقولُ السائلُ مِن القوقاز: ما هِيَ قاعدةُ القَدْرِ المشترَكِ التي تكلَّمَ عنها شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في كتابِهِ “التَّدمريَّة” ؟

القَدْرُ المشترَكُ: هو المعنى الذي يُوجَدُ في أفرادِ الجِنْسِ الواحدِ، فــ “الإنسانُ” اسمٌ عامٌّ يَشْمَلُ كلَّ فَرْدٍ، فـهذا الإنسانُ الـمُطْلَقُ يعني: غَيْرُ مُعَيَّنٍ، أمَّا إذا قُلْتَ: “هذا الإنسانُ” فهو مُعَيَّنٌ، لكن الشَّأْنُ في الإنسانِ، إذا قلتَ: “الإنسانُ”، فهذا اسمٌ عَامٌّ يَدْخُلُ فِيهِ كلُّ أفرادِ هذا الجِنْسِ، فمعنى هذا الاسمِ المطلَقِ مَعناهُ كُلِّيٌّ مُشْتَرَكٌ يَشترِكُ فيهِ جميعُ أفرادِ بَنِي آدمَ، ولهذا يَصْدُقُ هذا الاسمُ على هذا وعلى هذا وعلى هذا، يَصْدُقُ على جميعِ الأفرادِ، فمعناهُ -معنَى الاسمِ الـمُطْلَقِ- معناهُ مُشْتَرَكٌ بينَ الأفرادِ، وهكذا كُلُّ أسماءِ الأجناسِ على هذا الـمِنْوَالِ، فالموجودُ اسمٌ لِكُلِّ مَوجودٍ، فَيَشترِكُ جميعُ الناسِ في “موجودٍ”، بلْ جميعُ الموجوداتِ تشترِكُ في مُسَمَّى الموجودِ، فكلمةُ “مَوجود” تدلُّ على معنى ضِدُّ العَدَمِ، وهذا المعنى مُشترَكٌ بينَ جميعِ الموجوداتِ، كلُّها تَشترِكُ في الوجودِ الذي هو ضِدُّ العَدَمِ، وَقِسْ على هذا مِنْ الأمثلةِ، فالقَدْرُ الـمُشْتَرَكُ: هو المعنى الذي يَثْبُتُ لجميعِ الأفرادِ، وقولُنا: “مُشْتَرَكٌ” يعني مُشْتَرَكٌ فيهِ، هذا معنًى تَشترِكُ فيهِ أفرادُ هذا الجِنْسِ، ويقولُ شيخُ الإسلامِ: إنَّ المعنى الـمُشْتَرَكَ إنَّهُ لا يوجدُ في الخارجِ، لا يوجدُ إلا في الذِّهْنِ؛ لأنَّهُ ليسَ في الخارجِ معنًى مُشتركٌ فليسَ في الخارجِ إلا أشياءً مُعَيَّنةً، هذا الإنسانُ وهذا الإنسانُ وهذا الإنسانُ، وليسَ في الخارجِ إنسانٌ مشترَكٌ، إنَّما الـمُشترَكُ في الذِّهْنِ فقطْ .