الرئيسية/فتاوى/حكم إهداء ثواب الأعمال

حكم إهداء ثواب الأعمال

السؤال :

أحسن الله إليكم، يقول السائل: سألني رجل في المسجد فقال: قال عليه الصلاة والسلام: مَن صلى لله ثنتي عشر ركعة بنى الله له بيتًا في الجنة، هل أهدي هذا البيت لوالدي؟

 

إهداء الثواب لا أصل له في فعل السلف، ما في إهداء ثواب، في فعل العبادة عن الغير، والعبادات التي تُفعل عن الغير مخصوصة، الحج عن الغير، صوم الواجب، مَن مات وعليه صيام صام عنه وليه، أما أنك تهدي ثواب، ثم هل يعني قطعت لنفسك بأنه بُني لك في الجنة كذا وكذا، الله أعلم بعملك.

فإهداء الثواب هذا لا أصل له في عمل السلف من الصحابة والتابعين، ومَن حج وأهدى ثوابه فهل يجزي عن المهدَى إليه يكون له حجة؟ إذا قُدِّر إنه لم يحج فهل يكون الثواب المهدى إليه تتأدى به الفريضة عنه؟ لا.

مَن أراد أن ينفع ميته أو قريبه فليفعل العبادة عنه، نبَّه على ذلك ابن القيم في كتابه "الروح" لما ذكر هذه المسألة، قال أنه لا بد أن ينوي، أن ينوي العبادة عن الغير، لا أنه يفعل العبادة ثم يُهدي ثوابها. وعبارة الفقهاء في الزاد: ومَن فعل قُربة، وأيُّ مسلم فعل قُربة وجعل ثوابها لمسلم حيٍّ أو ميتٍ يقول نفعه ذلك، هذه العبارة ليست بجيدة. وأي قُربة فعلها المسلم وجعل ثوابها لمسلم حي أو ميت نفعه ذلك، هذه العبارة ليست مُسلَّمة على الإطلاق.