ينبغي أن تجمع إخوانك وتطلعهم على الحقيقة والواقع، وأنَّ الوالد تركَ كذا وتركَ كذا وأوصاني بكذا، تكون أطيب للقلوب، لا تتصرف هكذا مستبدًا وهم لا يدرون؛ فتتسرّب الهواجس والظنون، لا، خلَّ الأمر بيَّنًا واضحًا فهذا أسلم للجميع.
ولابدّ أن يقسم القسمة الشرعيّة، فلو كانت وصية الأب مخالفة للشرعيّة: فلا اعتبار بها ولا يلتفت إليها ولا تنفّذ، فلو قال: "أعط البنات بعض الشيء والمال اقسمه بين أخوانك" مما يتضمّن حرمان البنات مِن حقوقهن أو بعض حقوقهن: فهي وصية جاهليّة، وجور، والواجب عليك يا أخينا الكريم أن تجمع المال وتقسمه بين الورثة على موجب الشرعية.
وكأن والده مات، فليعد السؤال إذا كان ما أتينا عما في نفسه..
ثم ماذا حصلتم عليه؟ هل المراد: النفقة؟ ولا أعطاكم أُعطيات خاصة ميّزكم بها عن الصغار؟ فيجب عليه أن يفرز ويميّز ويقدر للصغار مثل ما أعطى الكبار، أعطيات إذا كانت مبالغًا مقطوعة ولا أراضي أعطاها للأولاد، فيجب أن يعدل بين الصّغار والكبار والبنين والبنات.
أمّا "أعطاكم للزواج" يعني الوالد إذا أعطى أولاده عند حاجتهم للزواج ما يتزوجون به لأنّهم عاجزون: فهذا مِن النّفقة، ولا يوصي به للصّغار، لا يوصي بمثله للصّغار لأنّ هذه أُعطيات لسد حاجة ليس فيها تخصيص ولا تفضيل، هؤلاء لو كبروا وهم عاجزون عن الزّواج زوّجهم، أمّا الآن وهم صغار فلا يستحقون شيئًا.
وأمّا قولك "وبيوت": هذهِ نعم، إذا كان أعطى بعض الأولاد بيتًا أو أعطى عددًا منهم بيوتًا يسكنون بها: فيجب أن يُعطي الآخرين مثلها؛ بنين وبنات، أمّا إذا أعطاهم مساعدة -أجار- لأنّهم عاجزون لا يستطيعون أن يستأجروا لأنفسهم فاستأجر لهم: فهذا مِن جملة النّفقة.
■المباحث والإختيارات
■المختارات