الرئيسية/فتاوى/نصيحة لرجل مهموم ويفكر بالانتحار
file_downloadshare

نصيحة لرجل مهموم ويفكر بالانتحار

السؤال :

أنا رجلٌ لم أتزوج وفقيرٌ ولا أعملُ، ومع هَمٍّ وحزنٍ طيلة حياتي، وكان حلمي الوحيد هو الوظيفةُ وعمري الآن ثمانية وعشرين سنة، وأصومُ بالنَّهارِ وأُذْنِبُ بالليلِ، ورغم اجتهادي إلا أنّه دائمًا نتائجي سيئة، فهل توجدُ عبادةٌ أفعلها لِيرحمني اللهُ في الدّنيا ؟

ادعُ اللهَ بس [فقط]، هذه هي العبادة، الجأ إلى ربِّكَ بالدَّعاءِ، واجتهد في إصلاحِ عملِكَ، واصبرْ على الـمُصيبةِ واحتسبِ الأجرَ، وأمِّلْ وأحسنِ الظنَّ باللهِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]
فنوصيكَ بالصَّبرِ، الصَّبرَ الصَّبرَ كما سمعتَ، عاقبةُ الصبرِ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ويحبُّ الصَّابرينَ، فاصبرْ على ما أصابَكَ، واجتهدْ فيما يَدفعُ عنكَ هذه الهمومَ، ونسألُ الله أنْ ييسرَ لكَ الوظيفةَ التي تَستغني بها، وأنْ يَرزقكَ الزَّوجةَ التي تُعِفُّكَ، نسأل الله أن يلطُفَ بنا وبكَ، اللهمَّ الطُفْ بعبدكَ، اللهمَّ الطُفْ بعبدكَ، الله يَسِّرْ أمرَه، اللهمَّ الطُفْ بعبدِكَ، لا حول ولا قوة إلا بالله.
 
القارئ: يقول في نهاية سؤاله: ويئستُ مِن الدنيا وأُفكرُ بإنهاءِ حياتي .

الشيخ: لا، حَذَارِ حَذَارِ، انتبِه، أعوذُ باللهِ، هذا مِن أقبحِ التَّفكيرِ، لا تَيْأَسْ، وقولُكَ: "وأفكرُ في إنهاءِ حياتي" هذا أمرٌ خطير خطير، احذَرْ، احذَرْ باركَ الله فيكَ، أعوذ بالله، تنتقلُ مِن سوءٍ إلى أسوأ، أتظنُّ أنَّكَ إذا أنهيتَ حياتَكَ تستريحُ؟ لا، اتَّقِ الله، اتَّقِ اللهَ واصبرْ وصابرْ، اصبر، عليكَ بالصَّبرِ، واختر لكَ مِن الصّحبةِ والأصحابِ الذين يُعِينُونَكَ، ونسألُ اللهَ أن يُيسِّرَ، وعليكَ بالدّعاءِ، الجأْ إلى اللهِ، وأكثرْ مِن نوافلِ الصَّلاةِ، الصَّلاةَ الصَّلاةَ، الصَّلاةُ فيها منافعُ عظيمة: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45] حافظْ على الصَّلواتِ الخمسِ في أوقاتِها مع الجماعاتِ. في أيِّ بلاد ؟
القارئ: الأردن
الشيخ: إي، الله ييسر له، والإخوان يدعونَ لكَ إن شاء الله، واللهُ يستجيبُ دعاءَهم، وأنتَ عليكَ الصَّبرَ الصَّبرَ الصَّبرَ، عليكَ بالصَّبرِ وقَاومْ، قاومْ باركَ الله فيك، إنا لله وإنا إليه راجعون .