إنَّ اللهَ رفيقٌ، بل هي ذاتيَّةٌ فعليَّةٌ ؛ فإنَّك تقول: "اللهُ يرفقُ بِمَن شاءَ"، وتقولُ: "اللَّهمَّ ارفقْ بي، اللَّهمَّ ارفقْ بعبدِكَ" فهو فعلٌ، صفةٌ فعليَّةٌ ذاتيَّةٌ .
القارئ: وذكر بعضُ العلماءِ أنَّ " رفيق " بمعنى رافق، فتكونُ صيغةُ فعيلٍ هنا بمعنى فاعلٍ، وذكرَ بعضُهم أنَّهُ يُحتمَلُ أنْ يكونَ " رفيق " بمعنى مُرفِقٍ، يعني خالقُ الرِّفقِ في عبادِهِ، فتكونُ فعيلٌ بمعنى مُفعِلٍ، فما رأيُكم في ذلكَ ؟
الشيخ: لا، هو رفيقٌ بمعنى اسم الفاعل، أنَّه رافقٌ، مِن شأنه أنْ يرفقَ بمَن شاءَ، يرفقُ بمَن شاءَ ويلطفُ بمَن شاءَ، لا تأويلُه بمعنى أنَّه خالقُ الرِّفقِ في العباد، أو أنَّه خالقُ الرِّفقِ الَّذي بالعباد، هذا غلطٌ، بل هو رفيقٌ بمعنى أنَّ الرِّفقَ قائمٌ به سبحانه وتعالى، كلطفِه فهو لطيفٌ، واللُّطفُ شأنُه تعالى، والرِّفقُ كذلك، والرَّحمةُ .
القارئ: ويقولُ أخيرًا: وما هو الفرقُ على هذا بين "رفيق" بمعنى رافقٍ، و"رفيقٍ" بمعنى مُرفِقٍ ؟
الشيخ: فرقٌ كبيرٌ، مَن يقول: بمعنى مُرفِقٍ، يعني يقتضي كلامُه أنَّ الرِّفقَ ليس صفةً لله، حقيقةً، كمَن يفسِّرُ "عليم" بمعنى أنَّه خالقُ العلم في العباد، أو جاعلُ مَن شاءَ عالمًا، فالتَّفسيرُ الثَّاني غلطٌ، وهو تأويلٌ وتحريفٌ .