انحراف دين النّصارى بسبب اتِّباعهم الأمم الوثنيَّة
 
السؤال: ذكرَ بعضُ أهلِ العلمِ أنَّ ضلالَ النَّصارى في جعلِ عيسى -عليه السلام- ابنًا للهِ إنَّما حصلَ لهم لَمَّا ترجَمُوا كلامَ عيسى إلى لغاتٍ أخرى، وكانَتْ كلمةُ "ربّ" في لغةِ عيسى -عليه السلام- تحتملُ معنى "الربِّ"، وتحتملُ معنى "الأبِ"، فترجموا قولَهُ: "رَبِّي وَرَبُّكُمْ" بـ "أبي وأبِيكُم" فَضَلُّوا بذلكَ. فهل هذا الكلامُ صحيحٌ؟

الجواب: لا إله إلا الله، لا شكَّ أنَّ دينَ المسيح الذي جاءَ به المسيحُ هو دينُ اللهِ الحق،ّ وأنَّ هذا الباطلَ الذي اعتقدُوهُ قد دخلَ عليهم، قد دخل عليهم كمَا دخل على هذه الأمةِ، هذه الأمة ُكانت في عافيةٍ في عهدِ الصحابةِ، مِن أينَ جاءتهم البدعُ إلا بعدَ أن اتَّصلُوا بالأممِ وتُرجِمَت، واللهُ تعالى يقول: وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ [التوبة:30]
يظهرُ أنَّ هذا الكلامَ في الجملةِ صحيحٌ، أنَّ الكلامَ دخيلٌ عليهِم، صحيح، يعني: ما ابتدعُوهُ مِن رؤوسِهم، يعني: فكَّر واحدٌ منهم، وقد يكون يعني هذا وهذا، يعني مما دخلَ عليهم مِن الأممِ الضّالَّةِ الوثنيّةِ، الأممِ الوثنيةِ.