القحط: ابتلاء أم عقوبة ؟
 
السؤال: قالَ الإمامُ البخاريُّ: "بَابُ انْتِقَامِ الرَّبِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهُ بِالْقَحْطِ إِذَا انْتُهِكَتْ مَحَارِمُهُ". فما معنى: "إِذَا انْتُهِكَتْ مَحَارِمُهُ" ؟
الجواب: يعني: إذا ارتُكبَتِ المعاصي، فالمعاصي هي محارمُهُ.. دوّر [ابحث] الترَّجمة أبو أيوب، دوِّرْ الترجمة، عندك هي؟ التي يقولها السائل: "بَابُ انْتِقَامِ الرَّبِ مِن الخلقِ" عندك؟ دوِّرْ لها [ابحث عنها] نشوف، في صحيح البخاري يقول.
 
القارئ: أحسنَ الله إليك وهذا يقول مِن فتحِ الباري يقولُ: "قولُهُ بَابُ انْتِقَامِ الرَّبِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهُ بِالْقَحْطِ إِذَا انْتُهِكَتْ مَحَارِمُهُ"، هَكَذَا وَقَعَتْ هَذِه التَّرْجَمَة فِي رِوَايَةِ الْحَمَوِيّ وَحَدَهُ خَالِيَةً مِن حَدِيثٍ وَمِنْ أثرٍ.
الشيخ: غريبة!
القارئ: قَالَ ابنُ رشيدٍ: كَأَنَّهَا كَانَت فِي رقْعَة مُفْرَدَةٍ، فَأَهْمَلَهَا الْبَاقُونَ، وَكَأَنَّهُ وَضَعَهَا؛ لِيُدْخِلَ تَحْتَهَا حَدِيثاً، وَأَلْيَقُ شَيْءٍ بِهَا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَعْنِي الْمَذْكُورَ فِي ثَانِي بَابٍ مِنَ الِاسْتِسْقَاءِ، وَأَخَّرَ ذَلِكَ؛ لِيَقَعَ لَهُ التَّغْيِيرُ فِي بَعْضِ سَنَدِهِ كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُ غَالِبًا فَعَاقَهُ عَن ذَلِك عائق، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الشيخ: كلُّها احتمالاتٌ، كأنَّ هذه التّرجمةٌ، هذه الترجمةُ غيرُ ثابتةٍ في الصّحيحِ، هذه التّرجمةُ غيرُ ثابتةٍ، والقَحْطُ يَكونُ عقوبةً: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ [الأعراف:130] ويكونُ ابتلاءً كسائرِ ما يُنْزِلُهُ اللهُ بالعباد؛ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ.. [البقرة:155] ابتلاءاتٌ.
وعلى كلٍّ ففيهِ تذكير للعبادِ: يكونُ عقوبةً لقومٍ، وابتلاءً لآخرين، العقوباتُ العامَّةُ أو المصائبُ والكوارثُ العامَّةُ تكونُ عقوبةً لقومٍ، وتكونُ ابتلاءً لآخرين.