هل الَّتفكير في هموم الدّنيا يدخل في حديث "تعسَ عبدُ الدّينار" ؟
 
السؤال: هل يدخلُ في حديث: (تَعِسَ عبدُ الدِّينارِ، تَعِسَ عبدُ الدِّرهمِ..) الحديث، الَّذي يفكِّرُ في همومِ الدُّنيا كثيرًا ؟

الجواب: لا، التَّفكيرُ غير، التَّفكيرُ في مطالب الدُّنيا أمرٌ جِبِلِّيٌّ في الإنسان، يفكِّرُ في منافعِ الدُّنيا، يفكِّرُ في حصولِ المالِ الَّذي ينتفعُ به، في حصولِ الوظيفةِ الَّتي يستغني بها، يفكِّر، الدنيا لابدَّ للإنسان منها، لكن تعلُّق قلبه بحظوظِ الدُّنيا بحيث أنَّه إذا لم تحصل له يسخطُ، وإذا حصلَت له يعني يكونُ حبُّه وبغضُه ورضاه وسخطُه دائمًا، ولهذا فسَّرها الرسولُ قال: (إذا أُعطِيَ رضيَ، وإنْ لم يُعطَ سخِطَ) ومِن ذلك شاهدُه في القرآن في بعضِ صفاتِ المنافقين: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [التوبة:58] فالَّذي يطلبُ منافعَ الدُّنيا ولكنَّه إنْ حصلَ له شكرَ اللهَ وحمدَه واستعانَ بِمَا أُوتي على طاعتِه، وإنْ لم يتيسَّرْ لم يسخط على قضاءِ الله وقدرِه ولم يجزعْ، بل يصبرُ ويحتسبُ .