الرئيسية/الكلمات العامة/نعمة إدراك صوم رمضان

نعمة إدراك صوم رمضان

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ

                     
نعمة إدراك صوم رمضان

 
نقول: اذكروا نعمةَ الله عليكم، فقد أدّيتم فريضتين: فريضة الصّيام ولله الحمدُ والمنّة، ثم فريضة الصّلاة، إنّهما نعمتان عظيمتان، فاشكروا الله على ذلك، كثيرٌ مِن الخلق محرومٌ مِن هذه النّعم العظيمة؛ صيام، فريضة مِن فرائض الله على العباد، وصلاة مكتوبة، خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، فجر، وصلاة الظهر، وصلاة المغرب، والآن أنتم فرغتم -ولله الحمد- مِن عبادتين مِن فريضتين: فريضة الصيام، وفريضة الصّلاة، إنّها لنعمة عظيمة، نسأل الله أن يتمّها علينا وعليكم بالقبول، والتوفيق، والثبات، والعصمة مِن السّيئات.

ولكن مِن المؤسف أنّ مِن النّاس -وأرجو أن لا يكون فيكم منهم أحد- مِن الناس مَن ينصرف بعد هاتين الفريضتين ينصرف سريعًا، وينصرف مِن المسجد سريعًا وقد صلّى؛ ليشاهد ما تعرضه بعضُ القنوات الفاجرة، ما تعرضه بعضُ القنوات الفاجرة -محليّة أو غير محليّة-؛ مِن الإثم والزّور والمسلسلات الأثيمة المشتملة على إفساد العقول، وفساد الأديان والأخلاق، وإفساد أحوال الناس.
تلك المسلسلات المشتملة على الاستهزاء بالمسلمين، والاستهزاء بالنّساء المتحجّبات، والاستهزاء بأهل الخير والعلم، أو الهيئة -هيئة الأمر بالمعروف- وما أشبه ذلك، فمِن المنكر العظيم ومِن المؤسف أن يرجع الواحد بعد هذه النّعمة العظيمة ليشاهد هذا المنكر!، بل عليكم أن تكونوا محاربين له، ومبغضين له، وتُبغِّضونه لأهليكم ومَن تحت أيديكم، احذروا أن تفتحوا أبواب الشّر على أنفسكم وعلى أهليكم.

لا تستطيعون أن تُنكروا هذا المُنكر إلّا بمقاطعته، ما لنا حيلة في إنكار هذا المُنكر إلا بالبيان والتّحذير والوعظ وبالمقاطعة، والمقاطعة ممكنة مِن الجميع، فقاطعوا المنكر، قاطعوا الفساد، سُدُّوا أبواب الشّر عن أنفسكم. جزاكم الله خيرًا وأثابكم، وتقبَّل صيامكم وصلاتكم وقيامكم، وجعلنا وإياكم مِن المُهتدين، إنّه على كلّ شيء قدير، وصلّى الله على نبيّنا محمّد.
حرر في: 11-9-1437 هـ