الرئيسية/الكلمات العامة/عدم تخصيص رأس السنة الهجرية بشيء

عدم تخصيص رأس السنة الهجرية بشيء

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ

 
 وَلتَنظُرْ نَفسٌ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍۖ [الحشر:18]، وهذا مطلب دائمًا ينبغي للإنسان أن يُحاسبَ نفسه في كلّ وقت، في كلّ وقت يفكّر ويتأمّل في أحواله وفي عمله، في تقصيره؛ هل أدّى ما أوجب الله عليه؟ يحاسب نفسه على ما فرط منه مِن زللٍ قولي أو فعلي في حقّ الله أو حقوق عباده.
وهذا لا يختصّ بوقت، هذا مِن الأمور المشروعة في كلّ وقت، فليس لها وقت محاسبة النفس ليس لها وقت، فلا يُقال أنها تُشرع -مثلًا- في الوقت الفلاني أو الوقت الفلاني، أو الشهر الفلاني.
وعلى هذا الأساس: فليس لبداية السنّة خصوصيّة في محاسبة النّفس، كلّ يوم يمضي على الإنسان مِن عمره، سنين، كلّ إنسان له تأريخ -بداية سنة ونهاية سنة- بحسب مولده، كلّ إنسان بحسب مولده، وقد جرى كثير مِن الناس مِن العناية بهذا الجانب عند دخول السّنة ونهاية السّنة، لا، ما لها خصوصيّة، نهاية السّنة ليس لها خصوصية في عبادة مِن العبادات، نهاية السّنة ليس لها خصوصيّة في عبادة مِن العبادات؛ لا محاسبة النفس ولا شيء مِن ذلك.
ولا يُقال: يتصدّق، ينبغي للإنسان أنّه يختم سنته بشيء بعمل صالح؛ صدقة، أو استغفار، أو ذكر أو صيام!، فيما مضى أرسل بعضُ الناس رسائل يقول: "اختم سنتك بكذا" لا، لا أبدًا، هذا ليس آخر السّنة، ما له خصوصيّة، هذا في نهاية السّنة ليس له خصوصيّة لا في باب محاسبة النّفس ولا في أيّ باب مِن أبواب العبادة مِن صدقة أو صيام أو ذكر، فينبغي أن يُعرف هذا.

على الإنسان أن يجتهد في الأعمال الصّالحة في كلّ وقت، وفي الأوقات التي دلّت النّصوص على الخصوصيّة، مثل: عشر ذي الحجة، ومثل: أيام التشريق؛ أيام أكل وشرب وذكر لله، وأيام وأيام، لكن ما لم يرد في خصوصية مِن جهة الشرع: فلا يُخَصّ.
وهكذا بداية السنة، يسأل الناس عن حكم التهنئة، ونقول: لا أصل لهذه التهنئة، والاحتفال والحديث كذلك عن الهجرة: كلّ هذا ما لا أصل له، رأس السنة بداية ونهاية ليس له خصوصيّة، فلا ينبغي تخصيصه.
والذين يُعظّمون رأس السّنة وبداية السّنة أو يقيمون لرأس السّنة الهجريّة أو بداية السّنة الهجريّة احتفالًا واحتفاء: يكون عندهم شيء مِن التشبُّه بالنّصارى الذين يتخذون رأس السنة أو يجعلون لرأس السنة مناسبة أو عيدًا يسمّونه "عيد رأس السنة"، المسلمون ليس عندهم عيد لرأس السّنة ! ، وليس لرأس السّنة بداية أو نهاية، ليس له خصوصيّة في شيء، لا الأمور الشّرعيّة ولا الأمور العاديّة.

لكن مَن واجهك وقال: "كلّ عام وأنتَ بخير" يعني لا تواجهه بالإنكار؛ لأنّ هذا فيه، هو قصده طيب، ودعاء، قل له: "جعلك الله كلّ عام بخير"، الرد كذلك: "جزاك الله خيرًا"، وإذا جاءت فرصة أو مناسبة تقول له أنّ هذا ما له أصل ولا تُشرع؛ تعليمًا، لا بطريقة الإنكار الذي فيه شيء مِن الإغلاظ، لا، تعليم تنبيه؛ لأنّ مَن يفعل هذا يفعلهُ يعني عادي، والله أعلم، وصلّى الله وسلّم على نبينا.