بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
واستنبط بعضُ أهل العلم شيئًا مِن الحكمة في قراءة هاتين السورتين فجر الجمعة، وقال: إنّ يوم الجمعة يومٌ عظيم، يومٌ اجتمع فيه الخلق، وخلق الله فيه آدم، وفيه نفخت فيه الروح، والمقصود فيه تقوم السّاعة، ففيه بدء الخلق، وقيام القيامة، ونهاية الخلق. وقد تضمّنت هاتان السّورتان: التذكير بالمبدأ والمعاد، هذا هو، تضمّنت هذه السّورة التذكير بالمبدأ والمعاد.
تاَّمل هذا في سورة الإنسان مثلاً: {هَل أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهرِ لَم يَكُن شَيۡٔا مَّذكُورًا * إِنَّا خَلَقنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطفَةٍ أَمشَاجٖ نَّبتَلِيهِ فَجَعَلنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا}[الإنسان:1-2] ثم ذكر الله الوعد والوعيد، وعيد الكفار ووعد الأبرار، وذلك إنّما يكون يوم القيامة، وهكذا سورة السّجدة تضمّنت التّذكير بهذين الأمرين: بالمبدأ والمعاد.
فإذا المسلم قرأهما أو سمعهما فإنّه يتذكّر ما كان وما سيكون، ما كان وما سيكون في هذا اليوم العظيم، يوم الجمعة، جاء في الحديث أن الخلائق أو البهائم تُصيخ -يعني حذراً- مِن قيام السّاعة في صباح الجمعة.
فهو يوم عظيم يُنتظر فيه أعظم حدث، وهو قيام السّاعة والنفخ في الصّور حين يصعق، {وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ}[الزمر:68]، فنسأل الله للجميع التوفيق، وصلّى الله على نبيّه. حرر في: 22-2-1435 هـ