بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
كلمة للشيخ عبدالرحمن البرَّاك -حفظه اللهُ- عن "الإخلاصِ"
الحكمة مِن خلق الخلق: هي الابتلاء [1]
شرطا العمل المتقبّل عند الله [2]
معنى التَّسبيح؛ هو تنزيه الله عزَّ وجلَّ [3]
الوصية بتقوى النَّار بفعل الصَّالحات [4]
التَّوسل إلى الله بالأعمال الصَّالحة وسؤاله المغفرة وحسن الخاتمة [5]
التَّحذير مِن الاغترار بأحوال الكفار [6]
استدراج الله للكفار بِمَا أوتوا مِن الإمكانات والقدرات [7]
الوصية بالتَّدبّر والتَّفكّر والمحافظة على فرائض الله [8]
محاسبة النفس والحثّ على حفظ اللسان [9]
الحاشية السفلية
↑1 | الحكمة مِن خلق الخلق: هي الابتلاء هذا التدبيرُ، للهِ الحكمةُ البالغةُ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115] لا، اللهُ خلقَ السمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ للابتلاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2] فنحن الآن على هذه الأرضِ يعني مبتلون بهذه بوجودنا يعني وبوجود هذه الموجودات من حولِنا، لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فيتبيَّنُ من يعبدُ اللهَ ويخلصُ له الدين، ويتذكَّرُ ويتفكَّرُ في آياتِ الله، ويخلصُ العملَ ويتبعُ الرسولَ. أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا |
---|---|
↑2 | شرطا العمل المُتقبَّل عند الله قالَ بعضُ السلفِ، قالَ الفضيلُ بنُ عياضٍ –رحمه الله-: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا أحسنُ العملِ: أخلصُهُ وأصوبُهُ، قالوا: ما أخلصُهُ وأصوبُهُ يا أبا عليٍّ؟ قالَ: إنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكنْ صوابًا لم يُقبَلْ، وإن كانَ صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَلْ، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالصُ أنْ يكونَ لله، يصلِّي للهِ، يذكرُ ربَّه تقرُّباً إليه، يتصدَّقُ للهِ، عطاؤُهُ ومنعُهُ وحبُّهُ وبغضُهُ كلُّهُ للهِ، الخالصُ أن يكونَ لله، ما كانَ للهِ، والصوابُ أن يكونَ على السُّنَّة. فالعملُ الصَّالحُ لابدَّ فيه من هذين الأمرين: أن يُبتغَى به وجهُ الله، وهو الإخلاصُ، وأن يكون على وفقِ أمرِ الله ورسولِهِ، على وِفقِ ما جاء به الرَّسولُ عليهِ الصلاة والسلام، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا هذه ثمرة، بعدَ التفكُّرِ يقولون: رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا [آل عمران:191] يعني ما خلقْتَه عبثًا ولا لعبًا؛ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ[الدخان:38-39] |
↑3 | معنى التَّسبيح: هو تنزيه الله عزَّ وجلَّ سبحانَكَ تسبيحٌ للهِ عن أنْ يخلقَ شيئاً عبثاً، تنزيهٌ للهِ عن أن يكونَ خلقُ هذا الوجودِ باطلاً ولعباً، سبحانَك تنزيهٌ تنزيهٌ لله، سُبْحَانَكَ عمّا يقولُ الجاهلونَ والمفترونَ. فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ فهم يتوسَّلون إلى اللهِ بإيمانِهم بتفكُّرِهم بتسبيحِهم فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ[آل عمران:191-192] النارُ هذا أخطرُ ما يكونُ وينتظرُ من أُعِدَّتْ له، أُعِدَّتْ النارُ للكافرين. |
↑4 | الوصية بتقوى النَّار بفعل الصَّالحات فعلى المسلم أن يتَّقي النار بفعل الصالحات، «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» كل ما يعملُه العبد من الأعمال الصَّالحة صدقةً أو صلاةً أو ذكرًا أو أيَّ نوعٍ من العبادةِ، فينبغي له أن يُخلص فيه لله، أن يُخلص فيه لله، ويقصدُ بذلك، أن يقصد بذلك ثوابَ اللهِ ويتَّقي عذابه. |
↑5 | التَّوسل إلى الله بالأعمال الصَّالحة وسؤاله المغفرة وحسن الخاتمة فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا[آل عمران:191-193] هذه الدَّعوات، على الإنسانِ أن يدعوَ ربَّه وأن يتوسَّلَ إليه بالأعمال الصَّالحة، وأن يسألَه المغفرةَ وتكفيرَ السيِّئاتِ وأن يتوفَّاه اللهُ على الإيمان على الإسلام مع الأبرار مع المؤمنين، إلى آخر الآيات. |
↑6 | التَّحذير مِن الاغترار بأحوال الكفار إلى أن قال سبحانه: لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا[آل عمران:196] هذه فتنةٌ عظيمةٌ أنَّ الكفَّارَ يعني يُؤتَونَ أموالاً ويُؤتَون أولادًا ويُؤتونَ قُدَرًا وتمكينًا، وكثيرٌ من جهلة المسلمين يغترون بأحوال الكفَّار؛ ولهذا حذَّرَ اللهُ أولياءهُ وعبادَه أن يغترُّوا: لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ[آل عمران:196] يتقلَّبون ويتنقلون ويطيرون ويسيرون، زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ[البقرة:212] |
↑7 | استدراج الله للكفار بِما أوتوا مِن الإمكانات والقدرات الكفَّارُ الآنَ مغرورون، بما أُوتوا مِن إمكانات ومِن قُدرٍ ومِن مخترعاتٍ ومِن ومِن، مغرورون جدَّاً، مغرورون، ولكنَّ اللهَ يُملي لهم ويستدرجهم ويمكر بهم؛ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ[آل عمران:178] أليم، وقال في هذه الآية مَتَاعٌ قَلِيلٌ[آل عمران:197] يتمتعون في هذه الدّنيا متاع قليل ثم ينتهون إلى ما أُعِدَّ لهم إذا ماتوا على هذه الحالة؛ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ [آل عمران:197] هذا مصيرُ الكافرين. |
↑8 | الوصية بالتَّدبّر والتَّفكّر والمحافظة على فرائض الله فعلى المسلم أن يتدبَّرَ آياتِ الله، ويتفكَّرَ في آياته الكونيَّةِ في مخلوقات الله، وأن يحمدَ ربَّه على نعمة الإسلام، وأن يحقِّقَ انتسابَه إلى الإسلام بالمحافظة على فرائض الله واجتنابه لمعاصي الله القوليَّة والفعليَّة، فالذّنوب، كلُّ عضوٍ من أعضاءِ الإنسان يعني مخلوقٌ لعبادتِه سبحانه، فهو إمَّا أن يستعمل أعضاءه وجوارحه فيما يحبُّ اللهُ، وإمَّا أن يستعملها في معاصي اللهِ، السَّمعُ والبصرُ واللسانُ واليدُ والرّجلُ كلُّها أعضاءٌ إمَّا أن يستعملها فيما خُلِقَتْ له فتحسنُ عاقبتُهُ، أو يستعملها في ضدِّ ذلك فتكون عاقبته وخيمة. فتكون هذه الجوارح سبباً لعذابه. |
↑9 | محاسبة النَّفس والحثّ على حفظ اللسان فعلى المسلم أن يتَّقي الله ويراقبه في السرِّ والعلانيةِ في الليل وفي النهار وفي جميع تصرفاته، ويحاسب نفسه، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ[الحشر:18] يحاسبُ نفسه على تصرفاته على أقواله، ومِن أهمِّ ما تجبُ: رعايةُ اللسانِ، يتَّقي الله في لسانه، الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال لمعاذ: "ألا أخبرُكَ بملاكِ ذلكَ كلِّه" بعد أن أوصاه بجملة من الوصايا، فقال: بلى يا رسول الله، قال: "كُفَّ عليكَ هذا" وأخذَ الرَّسولُ بلسانِ نفسه، "كُفَّ عليكَ هذا". فنسألُ الله للجميعِ الاستقامة وحسن العاقبة وأن يتوفَّانا وإيَّاكم على الإسلام وصلَّى الله على نبيِّنا. |