كما أنه لا قوامَ لأبدانِ الإنسان والحيوانِ إلا بالروحِ، فلا قِوامَ للأعمالِ إلا بالإخلاصِ للهِ، فلهذا قال الفضيل بن عياض في معنى قوله تعالى لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2] قال: (أحسنُه: أخلصُه وأصوبُه. قالوا: يا أبا علي ما أخلصُه وما أصوبُه؟ قال: إنَّ العملَ إن كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبلْ وإن كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبلْ حتى يكون خالصًا صوابًا. والخالصُ أن يكون للهِ والصوابُ أن يكون على السُّنَّةِ)، فهذا كلامٌ عظيمٌ مُعبِّرٌ ومُفسِّرٌ لقوله تعالى لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا[الملك:2] فأحسنُ العملِ هو ما كان أكمل إخلاصًا وصوابًا .
أصول عظيمة من قواعد الإسلام للسعدي: الدرس٣