على المسلمِ أن يُجاهد نَفْسهُ للقيامِ بِما خُلقَ لهُ، فيُجاهد نَفْسه على ألَّا يَسْمعَ إلّا الخير، ولا يَنْظر إلّا فيما أباحَ الله، أو ما شَرعهُ الله، ولا يَتَكلّم إلّا بالخير، فإذا استُعمِلت هذه القُوى في الباطِلِ صارت ضَرراً عليه، فالنّاسُ في هذه الأمور إمّا أنْ يَستَعمِلوها في الحقِّ وهذا هو المَطلبُ الأعلى، أو يَستَعمِلوها في الحرامِ والإثمِ وهذا هو الضّررُ العظيم، وإمّا أنْ يَستَعمِلوها فيما لا يَنْفعُ فَتكونُ ضَياعاً، لم يَنْتَفِعوا بِها ويَخسَرون، فَمن لم يَستعمل قُواهُ وما أوتيَ مِن حُظوظ فيما يَنفع، وفيما يُحبّهُ الله خَسِرَ هذه النِّعَمَ، وهذه الأسباب النّافعة .
القواعد الحسان:الدرس ٥٤