الله لطيفٌ بمنْ يشاءُ مِن العباد: مِن ذلكَ لُطْفُهُ بأوليائِه، فلا شكَّ أنَّ حظَّ أوليائِهِ مِن لطفِهِ -تعالى- فوقَ ما لِسِواهُم، ولكن يظهرُ أنَّ اللُّطفَ أحيانًا يحصلُ على وجهٍ عامٍّ، مثل ما قالَ -سبحانه وتعالى-: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [الحج:63] فاللَّطيفُ في هذا الموضِع يُحتَمَل أنَّ الـمُرادَ كمالُ العلمِ والاطلاع على الدقائقِ والخفياتِ، ويُحتمَل أنَّ المرادَ اللُّطف بالإحسانِ و لُطْفُ اللهِ بهم، فاللهُ يَلْطُفُ بالعبادِ، لأنه ذَكَرَ هذين الاسمينِ بعدَ الامتنانِ بإنزالِ المطرِ و بإنزالِ الغيث .
فتح الرحيم الملك العلاّم :العقائد -درس 14