الإيمانُ بالقَدَرِ مِن أصولِ الإيمان التي خصَّها الرسولُ بالذكر في قوله: (وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)، وهو مما تحارُ فيه عقولِ ذَوي العقول، ولهذا افترقَ الناسُ فيه فِرَقًا، وطريقُ النَّجاة هو الاعتصام بهُدى الله في هذا الباب وغيره، وهو الذي مضى عليهِ أهلُ السنة والجماعة وسَلَفُ هذه الأمة، وطريقُ النَّجاة يتضمَّن الإيمان بقدَرِ الله السابق بعلمِه وكتابتِه، ويوضّحُ هذا ما ذكره العلماءُ من أن الإيمانَ بالقدرِ على أربعِ مراتبٍ: بعلمِ اللهِ القديم وكتابتِهِ في أُمِّ الكتابِ، ثم بمشيئتِهِ العامةِ، ثم بخلقِهِ وقدرتِهِ العامة، ومع ذلك كلُّهُ الإيمان بحكمتِه -تعالى- في تقديرِه .