الجهمية والمعتزلة ومن شابههم ، قد شابهوا اليهود في تحريف كلام الله كما قال تعالى: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ [النساء: 46] ، وقال: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة: 41] ، وهذا سبيل كل مبطل ، فكل مبطل تعارضُ النصوصُ مذهبه فإنه يقف منها هذا الموقف؛ يلتمس لها التأويلات ليتخلص منها هذا فيما لم يقدر على رده، أما ما قدر على رده دفعه، وقال: هذا كذب، هذا لم يصحَّ ، هذا خبر آحاد وما أشبه ذلك، فإن لم يقدر على الرد بطريق من الطرق ذهب إلى التحريف، وحقيقة التحريف صرف الكلام عن ظاهره إلى غيره بغير حجة توجب ذلك .
التعليق على القواعد المثلى ص102