المعتزلة تقول: إنَّ الله كلَّم موسى بكلام مخلوق، خلقه في الشجرة، فالله خلق كلاماً في الشجرة سمعه موسى، فاالله إذا أراد أن يكلِّم أحداً خَلَقَ كلاماً، ولايقوم الكلام به، وهذا مع أنه باطل في الشرع فهو مخالف للعقل، فمن الباطل عقلاً أن يُوصف شيءٌ بكلامٍ لم يقم به، فلا يقال إنَّه متكلِّم بكلامٍ قام بغيره، هذا غيرُ معقول، وإنَّما يُضاف الكلام إلى من قام به الكلام، ولا يقال لشيءٍ إنَّه متكلم إلا بكلامٍ قام به، فلا يوصف شيءٌ بكلامٍ قام بغيره، وعلى مذهب المعتزلة إذا قيل: إنَّ الله – تعالى- متكلم، فالمعنى أنه يخلق كلاماً لا يقول كلاماً، والقرآن كلام الله مخلوق من جملة المخلوقات وليس هو قول الله تعالى، والكلام ليس صفة قائمة به.
توضيح المقصود في نظم ابن أبي داود ص34