النزول الإلهي قد تواترت به الأخبار عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- ورواه عنه جمع من الصحابة، وأجمع على الإيمان به أهل السنَّة والجماعة، فأهل السنَّة يؤمنون بأنَّ الله -تعالى- ينزل حقيقةً لا مجازاً إلى السماء الدنيا كيف شاء، ويؤمنون بما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيُثبتون لله النزول ويَنفون عنه المماثلة، ينزل لا كنزول الخلق، نزولاً لا نعلم كيفيته. والنزول معناه معروف، وهو قرب من جهة العلو، وأحاديث النزول يَستدِل بها أهل السنَّة على إثبات النزول، وهي كذلك من أدلتهم على العلو؛ لأنَّ النُّزول إنَّما يكون من علو، فمن ينفي علوَّ الله لا يمكن أن يثبت له نزولاً أبداً، أما أهل السنَّة فيُثبتون العلو لله ويُثبتون النزول، ويُثبتون أنه -تعالى- فوق مخلوقاته مستوٍ على عرشه، على ما يليق ويختص به .
توضيح المقصود في نظم ابن أبي داود ص78-79