الجبرية يقولون: إنَّه لا فاعل إلا الله، فلازم قولهم: أنَّ الله هو القائم والقاعد، والمصلي والصائم، والصادق والكاذب، فالله هو الفاعل لهذه الأفعال في الحقيقة، وليست هذه أفعال العباد، وإضافتها إلى العباد إضافة مجاز لا حقيقة، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا، وهذا مذهب لا يمكن أن يلتزم به من يدعيه، ولا أن تستقيم عليه حياةٌ أبدًا؛ ولهذا فإن مذهب القدرية النُّفاة مع قبحه وفساده خير من مذهب الجبرية .
توضيح المقصود في نظم ابن أبي داود ص129