من سافرَ في أثناء نهارِ رمضان أُبيحَ له الفطرُ، والأفضلُ له إتمامُ صيامِه إن لم تكن عليه مشقّةٌ في ذلك؛ لأنه قد شرعَ فيه، ولا يكون الإنسانُ مسافرًا بمجرّدِ العزمِ، ولا يكون مسافرًا فعلًا إلاّ إذا فارقَ البلدَ . ويتوجَّه عندي أنه يثبتُ له حكمُ السفر إذا سارَ من بيتِه؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [النساء:100]، فأثبتَ الله له حُكمَ الهجرةِ وأجرَها بخروجه، والأحوطُ ألا يُفطرَ إلاّ بعد مفارقة البلد .
بحث: الصيام أحكامه و نوازله