إرادة المخلوق ومشيئة المخلوق مخلوقة، ومقيدة، وتابعة لمشيئة الله تعالى، ومشيئة المخلوق قد يحصل مقتضاها، وقد لا يحصل، فقد يشاء الإنسان ما لا يكون، وقد يكون ما لا يشاء، وهذا شأن المخلوق، أمَّا الخالق فما شاءه فلا بد أن يكون، وما لا يشاؤه فلا يكون ألبتة؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، ولا يستعصي عليه شيء فما شاء أن يفعله فعله وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا[سورة فاطر: 44] .
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية ص62