الإيمان بصفة الله الرحمة يوجب التوجه إلى الله بطلب رحمته، ويبعثُ الرجاء في قلوب المؤمنين، يتعلق قلبه بربه، ويقوى أمله ورجاؤه فيه، فصار يرجو رحمته، كما قال الله في صفة المؤمنين أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء:57] وبناء على هذا العلم يضرع المؤمن إلى ربه: اللهم ارحمني، وارحم عبادك المؤمنين، فيدعو لنفسه بالرحمة، ويدعو لإخوانه المؤمنين، وإذا رحمه ربه أنعم عليه بأنواع النعم، وأعظمُ رحمة يرحم الله بها عبده أنه يوفقه للإيمان، والعمل الصالح، والاستقامة على ذلك .
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية ص71