تدبّر أيّها المخلوق، تدبّر أيّها العبد المسلم، تدبّر أيّ شيء مِن هذه المخلوقات تجد فيه ما لا ينقضي منه العجب، تدبّر خِلقتك، ابدأ بنفسك وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ[الذاريات:21]، فإنّك لا تنتهي إلى غاية مما في تكوينك مِن الدلالات في خلقتك، في تركيب بدنك، في صفاتك الظّاهرة والباطنة، وتدبر سائر المخلوقات؛ مِن الأحياء والنّبات، وغير ذلك، كلُّها شاهدة بأنّه -سبحانه وتعالى- ربُّ كلّ شيء ومليكه، وأنّه الله الذي لا إله إلا هو بما أودعها مِن لطيف صنعه وبديع آياته .
نونية ابن القيم: الدرس1