المأمورات لها آثارٌ حَميدة مِمّا تَصْلحُ بهِ الدنيا والآخرة، وللمَنْهيّات آثارٌ سيّئة على الإنسانِ في نَفْسهِ وفي بَدنهِ وفي عَقْلهِ وفي أهلهِ ومَالهِ، وكُلُّ الشرورِ هي آثارٌ للذنوبِ، وكُلُّ خيرٍ فهو ثَمرةٌ للإيمانِ والعملِ الصّالح، إلّا ما يَجْري على وَجهِ الابْتِلاءِ والاسْتِدْراج، فالكفّارُ وأشْبَاههم تَحْصلُ لهمْ أمورٌ يُحبُّونها معَ كُفْرِهم ومَعاصيهم وظُلْمِهم، لكنْ ما يَحْصلُ لهمْ مِنَ المحبوبات إنّما هو اسْتِدْراجٌ ومَكرٌ مِنَ الله، فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء يعني مِمّا يُحبّونه، فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَة [الأنعام:44]، وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ [الأعراف:182] وهذا هو مَكْرُ الله، فالاسْتِدْراج هو مَكْرُ اللهِ بأعدائهِ .
القواعد الحسان: الدرس ٤٨