الحمدُ الله؛ وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد، أمَّا بعد :
فإنَّ التَّرددّ -هو تعارضُ إرادتين- وهو نوعان:
الأول: نوعٌ منشؤه الجهلُ بخير الأمرين، وبمقتضى الحكمة مع الجهل بما ينتهي إليه الأمر، وهذا التَّرددُ مِن خصائص المخلوق .
الثاني: تعارضُ إرادتين مع العلم بموجب الحكمة، وأنَّه هو الذي يتحقَّقُ في الواقع، وهذا واضحٌ مِن قوله في الحديث: (يكرهُ الموتَ، وأكرهُ مساءتهُ، ولابدَّ لهُ منهُ)، فهو -سبحانه وتعالى- يكرهُ ما يسوءُ عبده المؤمن وهو موته، ولكنَّه قد قضى بحكمته البالغة بالموت على كلِّ نفس . فتعارضُ كراهة الموت والحكم بالموت هو التَّرددُ المذكور في الحديث، فتفسيره في نفس الحديث، والله أعلم .
قال ذلك :
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 23 ذي القعدة 1435هـ