الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد؛ أما بعد :
فإنَّ الله -عزَّ وجلَّ- نـزَّه كتابه عن أن يكون شعرًا وأن يكون نبيه شاعرًا؛ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ[الحاقة:40-41]، وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ [يس:69]، فلا يجوزُ التَّعبير عن حُسنِ بيان القرآن وتناسبِ آياته وأوائل السّور وخواتيمها، لا يجوزُ التَّعبير عن ذلك بالمصطلحات المستعملة في فنّ الشِّعر والغناء؛ كالموسيقى والنغم والإيقاع والقافية، فإنَّ ذلك يتضمَّن تشبيه القرآن بالشعر الذي نفاه الله عن كتابه وعن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، مع العلم بإنَّ الموسيقى والنَّغم والإيقاع مِن صفات الأصوات، وليست مِن أوصاف الألفاظ والكلمات، وفي اللغة العربية سعة، ففيها مِن الألفاظ التي يُستغنى بها عن استعمال هذه المصطلحات التي لا يليق إطلاقها في القرآن . وممَّا يُغني عن ذلك: التَّنبيهُ إلى ما في الآيات مِن التَّشبيهات الحَسَنة والمحسنات البديعيَّة، كالجناس والسَّجع والطِّباق والمقابلة ومناسبة الألفاظ لمعانيها، والله أعلم .
قال ذلك :
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 23 ذي القعدة 1435هـ