الرئيسية/فتاوى/الجمع بين الآيات التي تحض على تزكية النفس والآيات التي تنهى عن ذلك
share

الجمع بين الآيات التي تحض على تزكية النفس والآيات التي تنهى عن ذلك

السؤال :

 هل النَّهي في قوله تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ [النجم:32] للتَّحريم؟ وكيف نجمعُ بينه وبين قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا[الشمس:9] ؟

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّمَ على محمَّدٍ؛ أمَّا بعد :

فالنَّهي في قوله تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ للتَّحريم، هذا هو الأصل، وهذا مِن المواضع التي يتوهَّمُ فيها تعارضٌ مع غيرها، فالله أمرَ العبادَ بتزكيةِ نفوسهم؛ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ [فاطر: 18]، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [الشمس: 9]، على أحدِ التَّفسيرين، فقوله تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ يظهرُ فيه تعارضٌ مع الآيات السَّابقة، ونظيرُ هذه الآية قولُه سبحانه: أَلمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ [النساء: 49].

وفي الجمعِ بين الآيات يقالُ: إنَّ التَّزكية في قوله تعالى: وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، المرادُ بها تزكيةُ النَّفسِ بالإيمان والعملِ الصَّالح والخلقِ الفاضل، كما قالَ تعالى: ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ [النور: 30]، وأمَّا التَّزكية المنهيُّ عنها: فهي ادِّعاءُ الفضلِ والكمالِ مما يتضمَّن الفخر، ومِن تزكية النَّفس المحمودة: التَّواضعُ واحتقارُ العملِ، والله أعلم.

أملاه :

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

لست خلون من ربيع الآخر 1437هـ