الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الفرقان بين الحق والباطل/(34) فصل وأهل الضلال الذين فرقوا دينهم “قوله أهل البدع والشبهات”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(34) فصل وأهل الضلال الذين فرقوا دينهم “قوله أهل البدع والشبهات”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الفُرقان بينَ الحقِّ والباطلِ) لابن تيميّة
الدّرس الرّابع والثّلاثون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ:  الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، اللهمَّ اغفرْ لنا ولشيخِنا وللمسلمين يا ربَّ العالمين، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمهُ اللهُ تعالى-:
– الشيخ: آمين اللهمَّ ارحم علماءَ المسلمين.
– القارئ: فَصْلٌ: وَأَهْلُ الضَّلَالِ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا هُمْ كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ: أَهْلُ الْبِدَعِ وَالشُّبُهَاتِ: يَتَمَسَّكُونَ بِمَا هُوَ بِدْعَةٌ فِي الشَّرْعِ وَمُشْتَبِهٌ فِي الْعَقْلِ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الْإِمَامُ أَحْمَد، قَالَ: هُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي الْكِتَابِ مُخَالِفُونَ لِلْكِتَابِ مُتَّفِقُونَ عَلَى مُخَالَفَةِ الْكِتَابِ، يقولون على اللهِ وفي اللهِ وفي كتابِ اللهِ بغيرِ علمٍ، يَحْتَجُّونَ بِالْمُتَشَابِهِ مِنْ الْكَلَامِ، وَيُضِلُّونَ جُهَّالَ النَّاسَ بِمَا يُشَبِّهُونَ عَلَيْهِمْ.
وَالْمُفْتَرِقَةُ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالِ تَجْعَلُ لَهَا دِينًا وَأُصُولَ دِينٍ قَدْ ابْتَدَعُوهُ بِرَأيِهِمْ ثُمَّ يَعْرِضُونَ عَلَى ذَلِكَ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ؛ فَإِنْ وَافَقَهُ احْتَجُّوا بِهِ اعْتِضَادًا لَا اعْتِمَادًا، وَإِنْ خَالَفَهُ؛ فَتَارَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأوِيلِهِ؛ وَهَذَا فِعْلُ أَئِمَّتِهِم، وَتَارَةً يُعْرِضُونَ عَنْهُ وَيَقُولُونَ: نُفَوِّضُ مَعْنَاهُ إلَى اللَّهِ؛ وَهَذَا فِعْلُ عَامَّتِهِمْ.

– الشيخ: أصحابُ البِدَع الاعتقاديَّةِ يُؤصِّلونَ مذاهبَ وعقائدَ، يقولون: هذا هو الاعتقادُ الحقُّ، كما تقولُ الجهميةُ بالتعطيلِ، والمعتزلةُ الذين وافقوا الجهميةَ على نفي الصِّفاتِ، والقدريةُ كذلك، ثمَّ ينظرونَ في القرآنِ وفي النصوصِ فما وجدوه يعني موافقًا لمذاهبِهم فيه شُبْهةٌ لهم ذكروهُ على سبيلِ الاعتضادِ لا على سبيلِ الاعتمادِ، وإن وجدوهُ مخالفًا فلهم طريقتان:
طريقةُ التأويلِ: وهو صرفُ النصوصِ عن ظاهرِها، وهذا في الحقيقةِ تحريفٌ للكلمِ عن مواضِعِه.
والثاني: الإمساكُ والسكوتُ وإجراءُ النصوصِ على ظاهرِها إجراؤُها ألفاظًا من غيرِ فهمٍ لمعناها، وهذا يُقالُ بالتَّفويضِ، وأهلُ التفويضِ وأهلُ التعطيلِ كُلُّهم مُعَطِّلةٌ، كُلُّهم مُعَطِّلةٌ، كلُّهم ينفونَ الصفاتِ، لكنْ موقفُهم من الآياتِ: فريقٌ يُؤوِّلُونَ ويُحرِّفُونَ، وفريقٌ يُفوِّضُونَ، يقولونَ: اللهُ أعلمُ، اللهُ أعلمُ بمرادِه.
 
– القارئ: وَعُمْدَةُ الطَّائِفَتَيْنِ فِي الْبَاطِنِ

– الشيخ: الطائفتين: أهلُ التأويلِ، وأهلُ التفويضِ.
– القارئ: غَيْرُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، يَجْعَلُونَ أَقْوَالَهُمْ الْبِدْعِيَّةَ مُحْكَمَةً يَجِبُ اتِّبَاعُهَا وَاعْتِقَادُ مُوجَبِهَا، وَالْمُخَالِفُ إمَّا كَافِرٌ وَإِمَّا جَاهِلٌ لَا يَعْرِفُ هَذَا الْبَابَ، وَلَيْسَ لَهُ عِلْمٌ بِالْمَعْقُولِ وَلَا بِالْأُصُولِ.
– الشيخ: يعني هذا حُكمُهمْ على المُخالفِ، هذا حُكْمهمْ على المُخالفِ؛ إمَّا كافرٌ، وإمَّا جاهلٌ ظالمٌ عندهم، نعم، لا يَعْرف..
 
– القارئ: وَيَجْعَلُونَ كَلَامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الَّذِي يُخَالِفُهَا مِنْ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ مَعْنَاهُ إلَّا اللَّهُ، أَوْ لَا يَعْرِفُ مَعْنَاهُ إلَّا الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَالرَّاسِخُونَ عِنْدَهُمْ: مَنْ كَانَ مُوَافِقًا لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْقَوْلِ؛ وَهَؤُلَاءِ أَضَلُّ مِمَّنْ تَمَسَّكَ بِمَا تَشَابَهَ عَلَيْهِ مِنْ آيَاتِ الْكِتَابِ وَتَرْكِ الْمُحْكَمِ كَالنَّصَارَى وَالْخَوَارِجِ وَغَيْرِهِمْ؛ إذْ كَانَ هَؤُلَاءِ أَخَذُوا بِالْمُتَشَابِهِ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ وَجَعَلُوهُ مُحْكَمًا، وَجَعَلُوا الْمُحْكَمَ مُتَشَابِهًا.
وَأَمَّا أُولَئِكَ -كنُفاةِ الصِّفَاتِ مِنَ الجهميةِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ وَكَالْفَلَاسِفَةِ- فَيَجْعَلُونَ مَا ابْتَدَعُوهُ هُمْ بِرَأيِهِمْ هُوَ الْمُحْكَمَ الَّذِي يَجِبُ اتِّبَاعُهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا يُوَافِقُهُ، وَيَجْعَلُونَ مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ وَإِنْ كَانَ صَرِيحًا قَدْ يُعْلَمُ مَعْنَاهُ بِالضَّرُورَةِ يَجْعَلُونَهُ مِنْ الْمُتَشَابِهِ؛ وَلِهَذَا كَانَ هَؤُلَاءِ أَعْظَمَ مُخَالَفَةً لِلْأَنْبِيَاءِ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْبِدَعِ؛ حَتَّى قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُمَا كَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد: إنَّ الجهميةَ نفاةَ الصِّفَاتِ خَارِجُونَ عَنْ الثِّنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، قَالُوا: وَأُصُولُهَا أَرْبَعَةٌ: الشِّيعَةُ…

– الشيخ: أصولُها: يعني أصول الفرقِ، أصولُها: يعني أصولُ الفرقِ أربعةٌ: الشيعةُ، نعم عدَّها..
 
– القارئ: الشِّيعَةُ وَالْخَوَارِجُ وَالْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ أَنَّ فِي قَوْله تَعَالَى مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ [آل عمران:7] فِي الْمُتَشَابِهَاتِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا آيَاتٌ بِعَيْنِهَا تَتَشَابَهُ عَلَى كُلِّ النَّاسِ. والثَّانِي: – وَهُوَ الصَّحِيحُ – أَنَّ التَّشَابُهَ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ؛ فَقَدْ يَتَشَابَهُ عِنْدَ هَذَا مَا لَا يَتَشَابَهُ عِنْدَ غَيْرِهِ، وَلَكِنْ ثَمَّ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ لَا تَشَابُهَ فِيهَا عَلَى أَحَدٍ، وَتِلْكَ الْمُتَشَابِهَاتُ إذَا عُرِفَ مَعْنَاهَا صَارَتْ غَيْرَ مُتَشَابِهَةٍ؛ بَلْ الْقَوْلُ كُلُّهُ مُحْكَمٌ كَمَا قَالَ تعالى: أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} [هود:1]، وَهَذَا كَقَوْلِهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ). وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا [البقرة:70]. وَقَدْ صَنَّفَ أَحْمَدُ كِتَابًا فِي الرَّدِّ عَلَى الزَّنَادِقَةِ والجهميةِ فِيمَا شَكَّتْ فِيهِ مِنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَتَأَوَّلُوهُ عَلَى غَيْرِ تَأوِيلِهِ، وَفَسَّرَ تِلْكَ الْآيَاتِ كُلَّهَا، وَذَمَّهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ تَأَوَّلُوا ذَلِكَ الْمُتَشَابِهَ عَلَى غَيْرِ تَاوِيلِهِ، وَعَامَّتُهَا آيَاتٌ مَعْرُوفَةٌ قَدْ تَكَلَّمَ الْعُلَمَاءُ فِي تَفْسِيرِهَا؛ مِثْلَ الْآيَاتِ الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً إلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ فِيمَ أُنْزِلَتْ..
– الشيخ: مثلَ الآياتِ التي سألَ عنها.
 
– القارئ: مِثْلَ الْآيَاتِ الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً إلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ فِيمَ أُنْزِلَتْ وَمَاذَا عُنِيَ بِهَا. وَمَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ…
– الشيخ: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا [ص:29]، فاللهُ أنزلَ القرآنَ للتدَبُّرِ وليُفْهَمَ، هذا شاملٌ للقرآنِ كلِّهِ.
 
– القارئ: وَمَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ: إنَّ الْمُتَشَابِهَ لَا يَعْلَمُ تَأوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ فَقَدْ أَصَابَ أَيْضًا؛ وَمُرَادُهُ بِالتَّأوِيلِ: مَا اسْتَأثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ؛ مِثْلَ وَقْتِ السَّاعَةِ وَمَجِيءِ أَشْرَاطِهَا، وَمِثْلَ كَيْفِيَّةِ نَفْسِهِ وَمَا أَعَدَّهُ فِي الْجَنَّةِ لِأَوْلِيَائِهِ. وَكَانَ مِنْ أَسْبَابِ نُزُولِ الْآيَةِ احْتِجَاجُ النَّصَارَى بِمَا تَشَابَهَ عَلَيْهِم؛ كَقَوْلِهِ: {إنَّا} و {نَحْنُ}، وَهَذَا يَعْرِفُ الْعُلَمَاءُ أَنَّ الْمُرَادَ..
– الشيخ: إنَّا ونحنُ في القرآن، زعمَ بعضُ النَّصارى أنَّ هذا شاهدٌ لهم، دليلٌ على التَّثْليثِ، إنَّا هذا ضميرُ الجمعِ يقولون: هذا كتابُكم فيه أنَّ الإلهَ أكثرُ من واحدٍ؛ إنَّهُم جَماعةٌ، اللهُ تعالى يَذكرُ نفسَه تارةً بصيغةِ الإفرادِ، وتارةً بصيغةِ الجمعِ الدالِّ على العَظَمةِ، الدَّالِّ على التَّعْظِيمِ، الدَّالِّ على تعدُّدِ أسمائِه وصفاتِه سبحانَه وتعالى، فقولُه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ [الحجر:9]، إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا [الفتح:1]، إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا [نوح:1]، إنَّا، كلُّ هذه، يعني، تكونُ من المُتشابِه الذي يُمكِن أن يتعلَّقَ به أهلُ الزَّيغِ، لكن النُّصوص، تُرَدُّ هذه النُّصوصُ إلى النُّصوصِ المُحكَمةِ، وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [البقرة:163]، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الصمد:1]، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي [الأنبياء:25]
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَهَذَا يَعرِفُ الْعُلَمَاءُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْوَاحِدُ الْمُعَظَّمُ الَّذِي لَهُ أَعْوَانٌ؛ لَمْ يُرِدْ بِهِ أَنَّ الْآلِهَةَ ثَلَاثَةٌ، فَتَأوِيلُ هَذَا الَّذِي هُوَ تَفْسِيرُهُ يَعْلَمُهُ الرَّاسِخُونَ، وَيُفَرِّقُونَ بَيْنَ مَا قِيلَ فِيهِ: {إيَّايَ}، وَمَا قِيلَ فِيهِ {إنَّا}؛ لِدُخُولِ الْمَلَائِكَةِ فِيمَا يُرْسِلُهُمْ فِيهِ؛ إذْ كَانُوا رُسُلَهُ، وَأَمَّا كَوْنُهُ هُوَ الْمَعْبُودَ الْإِلَهَ فَهُوَ لَهُ وَحْدَهُ؛ وَلِهَذَا لَا يَقُولُ: فَإِيَّانَا فَاعْبُدُوا، وَلَا إيَّانَا..
– الشيخ: اللهُ أكبرُ، في مقامِ العِبادةِ لا يذكرُ نفسَه إلّا بصِيغةِ الِإفرادِ، نعم، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14]، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، ليعْبُدوني، لا يقول: يعبُدُونَا.
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، وَلِهَذَا لَا يَقُولُ: فَإِيَّانَا فَاعْبُدُوا، وَلَا إيَّانَا فَارْهَبُوا؛ بَلْ مَتَى جَاءَ الْأَمْرُ بِالْعِبَادَةِ وَالتَّقْوَى وَالْخَشْيَةِ وَالتَّوَكُّلِ ذَكَرَ نَفْسَهُ وَحْدَهُ بِاسْمِهِ الْخَاصِّ، وَإِذَا ذَكَرَ الْأَفْعَالَ الَّتِي يُرْسِلُ فِيهَا الْمَلَائِكَةَ قَالَ: إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا [الفتح:1] ، وقوله: فَإِذَا قَرَانَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة:18]، وقوله: نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ [القصص:3]، وَنَحْوَ ذَلِكَ، مَعَ أَنَّ تَأوِيلَ هَذَا -وَهُوَ حَقِيقَةٌ مَا دَلَّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَصِفَاتِهِمْ وَكَيْفِيَّةِ إرْسَالِ الرَّبِّ لَهُمْ- لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ، كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. والْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ الْوَاجِبَ أَنْ يَجْعَلَ مَا قَالَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ..
– الشيخ: إلى هنا يكفي
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم
– الشيخ: جزاكَ اللهُ خيرًا.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :