الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد :
فهذا اللفظ المسؤول عنه -بقطع النَّظر عن قائله ومراده ومناسبته- يتضمَّن أن المخاطَب بهذا الكلام هو صانعُ يوم المتكلِّم، ومعلومٌ أن الله هو خالقُ الليالي والأيام، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء:33]، وقد سمَّى الله خلقه للجبال صُنعًا، فقال: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ [النمل:88].
وعلى هذا فيكون هذا التَّعبير الوارد في السؤال متضمّنًا لشرك في الربوبيَّة، وإذا فُسِّر مرادُ المتكلِّم أمكن النَّظر فيه والحكم عليه بِمَا يقتضيه الدَّليل، والله أعلم .
أملاه :
عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في العاشر من محرم الحرام 1440هـ