الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الفرقان بين الحق والباطل/(48) فصل وأهل الضلال الذين فرقوا دينهم “قوله إنه يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(48) فصل وأهل الضلال الذين فرقوا دينهم “قوله إنه يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الفُرقان بينَ الحقِّ والباطلِ) لابن تيميّة
الدّرس الثّامن والأربعون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين، اللهمَّ متِّعْ شيخَنا على طاعتِكَ واغفرْ لنا وله وللمسلمين.
– الشيخ: آمين، جزاكَ اللهُ خيرًا.
– القارئ: قال شيخُ الإسلامِ رحمنَا اللهُ وإيَّاهُ ووالدِينا والمسلمينَ في معرِضِ الكلامِ عن أنواعِ الفناءِ قال:
أَحَدُهَا: أَنَّهُ يَفْنَى بِعِبَادَةِ اللَّهِ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، وَبِمَحَبَّتِهِ وَطَاعَتِهِ وَخَشْيَتِهِ وَرَجَائِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ عَنْ مَحَبَّةِ مَا سِوَاهُ، وَطَاعَتِهِ وَخَشْيَتِهِ وَرَجَائِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَهَذَا هُوَ حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ بِهِ الْكُتُبَ؛ وَهُوَ تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَقَدْ فَنِيَ مِنْ قَلْبِهِ التَّأَلُّهُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَبَقِيَ فِي قَلْبِهِ تَأَلُّهُ اللَّهَ وَحْدَهُ، وَفَنِيَ مِنْ قَلْبِهِ
– الشيخ: تَأَلُّهُ للَّهِ؛ لأنَّ هذا أحسن من تَأَلُّهُ اللَّهَ
– القارئ: تَأَلُّهٌ للَّهِ؟
– الشيخ: التَأَلُّه للَّهِ
– القارئ: وَبَقِيَ فِي قَلْبِهِ التَأَلُّهُ للَّهِ وَحْدَهُ، وَفَنِيَ مِنْ قَلْبِهِ حُبُّ غَيْرِ اللَّهِ وَخَشْيَةُ غَيْرِ اللَّهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ، وَبَقِيَ فِي قَلْبِهِ حُبُّ اللَّهِ وَخَشْيَةُ اللَّهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ. وَهَذَا الْفَنَاءُ يُجَامِعُ الْبَقَاءَ فَيَتَخَلَّى الْقَلْبُ عَنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ مَعَ تَحَلِّي الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
– الشيخ: هذه سمَّاها الشيخُ "فناء" يعني نوعٌ من التقريبِ، يعني أو مخاطبةُ الصوفيةِ بالمعنى الذي قصدوهُ، يقولُ، وإلّا فليسَ في الشرعِ ما يُسمّى "الفناءُ"، لكن الشيخ لما أنَّ الصوفيةَ صاروا يُعظِّمونَ الفناءَ، يريدونَ به الفناءَ عن السِّوَى، عن شهودِ السِّوَى، أو عن وجودِ السِّوَى، فإنَّ، إنَّ الفناءَ، حقيقةُ الفناءِ هو يعني غَيبةُ العقلِ عن الشُّعورِ بغيرِ ما، يعني بغيرِ ما فني فيه، فعندَ الصوفيةِ إنَّ أعلى المقاماتِ أنْ يفنى عن شهودِ السِّوَى؛ فلا يشهدُ بقلبِه ولا يجدُ في قلبِه إلّا اللهَ، فلا يشعرُ حتى بنفسِه ما يشعرُ، ولهذا يقولونَ أنْ يفنى العبدُ بمشهودِه عن شهودِه، وبمعبودِه عن عبادتِه، وبمذكورِه عن ذِكْرِهِ، وبمعروفِه عن معرفتِه.
 
– القارئ: كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلِ: (قُلْ: أَسْلَمْت لِلَّهِ وَتَخَلَّيْت)، وَهُوَ تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ بِالنَّفْيِ مَعَ الْإِثْبَاتِ؛ نَفْيِ إلَهِيَّةِ غَيْرِهِ مَعَ إثْبَاتِ إلَهِيَّتِهِ وَحْدَهُ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي الْوُجُودِ إلَهٌ إلَّا اللَّهُ، لَيْسَ فِيهِ مَعْبُودٌ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ إلَّا اللَّهُ؛ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَذَا ثَابِتًا فِي الْقَلْبِ؛ فَلَا يَكُونُ فِي الْقَلْبِ مَنْ يَألَهُهُ الْقَلْبُ وَيَعْبُدُهُ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، وَيَخْرُجُ مِنْ الْقَلْبِ كُلُّ تَأَلُّهٍ لِغَيْرِ اللَّهِ وَيَثْبُتُ فِيهِ تَأَلُّهُ اللَّهِ وَحْدَهُ؛ إذْ كَانَ لَيْسَ ثَمَّ إلَهٌ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ. وَهَذِهِ الْوِلَايَةُ لِلَّهِ مَقْرُونَةٌ بِالْبَرَاءِ وَالْعَدَاوَةِ لِكُلِّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ وَلِمَنْ عَبَدَهُمْ، قَالَ تَعَالَى عَنْ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَإِذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:26-28].
وَقَالَ سبحانه: قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ [الشعراء:75-77]. وَقَالَ تَعَالَى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].
قَلَتْ لِبَعْضِ مَنْ خَاطَبْته مِنْ شُيُوخِ هَؤُلَاءِ: قَوْلُ الْخَلِيلِ: {إنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} مِمَّنْ تَبَرَّأَ الْخَلِيلُ؟ أَتَبَرَّأَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، وَعِنْدَكُمْ مَا عُبِدَ غَيْرُ اللَّهِ قَطُّ؟ وَالْخَلِيلُ قَدْ تَبَرَّأَ مِنْ كُلِّ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ إلَّا مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَقَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا وَفِيمَنْ مَعَهُ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ، قَالَ تَعَالَى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إلَّا قَوْلَ إبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [الممتحنة:4-6].
وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيَدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ)، وَهَذَا تَصْدِيقُ قَوْلِه تَعَالَى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62]، وَقَالَ تَعَالَى: فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [يونس:32]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وَجْهَهُ، قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ كُلُّ عَمَلٍ بَاطِلٌ إلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُهُ. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إذْ أُنْزِلَتْ إلَيْكَ وَادْعُ إلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ [القصص:87-88].
والْإِلَهُ هُوَ الْمَألُوهُ، أَيْ: الْمُسْتَحِقُّ لِأَنْ يُؤَلَّهَ، أَيْ: يُعْبَدَ، وَلَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُؤَلَّهَ وَيُعْبَدَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، وَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ مِنْ لَدُنْ عَرْشِهِ إلَى قَرَارِ أَرْضِهِ بَاطِلٌ، وَفِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ مِثْلُ لَفْظِ الرِّكَابِ وَالْحِمَالِ؛ بِمَعْنَى الْمَرْكُوبِ وَالْمَحْمُولِ.
وَكَانَ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم يَرْتَجِزُونَ فِي حَفْرِ.

– الشيخ: أعدْ شوي بس
– القارئ: والْإِلَهُ هُوَ الْمَألُوهُ أَيْ الْمُسْتَحِقُّ لِأَنْ يُؤَلَّهَ أَيْ يُعْبَدَ
– الشيخ: يُؤَلَهَ
– القارئ: أَنْ يُؤَلَّهَ، بتشديدِ اللامِ
– الشيخ: "يُؤَلَهَ" مألُوهٌ مألُوهٌ، "أنْ يُؤلَه"
– طالب: صحيح
– الشيخ: عندك؟
– طالب: إي نعم
– الشيخ: خلص، نعم، أن يُؤَلَهَ
– القارئ: "أن يُؤَلَهَ" يا شيخ؟
– الشيخ: إي
– القارئ: الْمُسْتَحِقُّ لِأَنْ يُؤَلَهَ أَيْ يُعْبَدَ، وَلَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُؤَلَهَ وَيُعْبَدَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، وَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ مِنْ لَدُنْ عَرْشِهِ إلَى قَرَارِ أَرْضِهِ بَاطِلٌ. وَفِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ؛ مِثْلُ لَفْظِ الرِّكَابِ وَالْحِمَالِ؛ بِمَعْنَى الْمَرْكُوبِ وَالْمَحْمُولِ.
– الشيخ: الكتاب، المثالُ الواضحُ القريبُ: كِتابٌ، فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ، كِتابُ بمعنى مكتوبٌ، إِلَهٌ بمعنى مألُوهٌ.
 
– القارئ: وَكَانَ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم يَرْتَجِزُونَ فِي حَفْرِ الْخَنْدَقِ يَقُولُونَ:
هَذَا الْحِمَالُ لَا حَمَّالُ خَيْبَر                  هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَر

– الشيخ: عجيبٌ هذا! التخريجُ فيه شيء؟
– القارئ: الأبياتُ يا شيخنا؟
– الشيخ: تخريجُ هذا الأثرَ أو الحديثَ، فيه؟
– القارئ: قال: رواهُ البخاريُّ في كتابِ مناقبِ الأنصارِ، بابِ هجرةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه إلى المدينةِ عن عروةَ بن الزبيرِ مُرسلًا.
– الشيخ: عجيب، المشهورةُ: واللهِ لولا اللهُ ما اهتدينا * ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا * فأنزلنْ سكينةً علينا *
إنَّ الأُلى قد بغُوا علينا * إنْ أرادوا فتنةً أبينا أبَيْنَا أبَيْنَا.
 
– القارئ: وَإِذَا قِيلَ: هَذَا هُوَ الْإِمَامُ فَهُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُؤْتَمَّ بِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى لِإِبْرَاهِيمَ: إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة:124]، فَعَهْدُهُ بِالْإِمَامَةِ لَا يَنَالُ الظَّالِمَ، فَالظَّالِمُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَمَّ بِهِ فِي ظُلْمِهِ، وَلَا يُرْكَنَ إلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَلَا تَرْكَنُوا إلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود:113]، فَمَنْ ائْتَمَّ بِمَنْ لَا يَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ وَعَبَدَ مَنْ لَا يَصْلُحُ لِلْعِبَادَةِ، وَاَللَّهُ تَعَالَى يقول: لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48-116]
وَقَدْ غَلِطَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ فَظَنُّوا أَنَّ الإلَه بِمَعْنَى الْفَاعِلِ، وَجَعَلُوا الْإِلَهِيَّةَ هِيَ الْقُدْرَةُ وَالرُّبُوبِيَّةُ؛ فَالْإِلَهُ هُوَ الْقَادِرُ وَهُوَ الرَّبُّ، وَجَعَلُوا الْعِبَادَ مألُوهِينَ كَمَا

– الشيخ: وَقَدْ غَلِطَ..
– القارئ: وَقَدْ غَلِطَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ فَظَنُّوا أَنَّ الإلَه بِمَعْنَى الْفَاعِلِ، وَجَعَلُوا..
– الشيخ: أَنَّ الْإِلَهَ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ، وقالوا: الإلهيةُ: القدرةُ، فالإلهُ هو القادرُ.
– القارئ: فَالْإِلَهُ هُوَ الْقَادِرُ وَهُوَ الرَّبُّ، وَجَعَلُوا الْعِبَادَ مألُوهِينَ كَمَا
– الشيخ: وَجَعَلُوا الْعِبَادَ مألُوهِينَ، وَجَعَلُوا الْعِبَادَ مألُوهِينَ، أيش؟
– القارئ: كما أنَّهم مَربُوبُونَ.
– الشيخ: ما أدري عندك كذا يا؟
– طالب: إي
– الشيخ:
طيّب، نعم، كما أنَّهم مَربُوبُونَ.
– القارئ: فَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ بِوَحْدَةِ الْوُجُودِ مُتَنَازِعُونَ فِي أُمُورٍ، لَكِنَّ إمَامَهُمْ ابْنَ عَرَبِيٍّ يَقُولُ: الْأَعْيَانُ ثَابِتَةٌ فِي الْعَدَمِ وَوُجُودُ الْحَقِّ فَاضَ عَلَيْهَا؛ فَلِهَذَا قَالَ: فَنَحْنُ جَعَلْنَاها بمألوهيَّتنا إلَهًا. فَزَعَمَ أَنَّ الْمَخْلُوقَاتِ جَعَلَتْ الرَّبَّ إلَهًا لَهَا حَيْثُ كَانُوا مألُوهِينَ، وَمَعْنَى "مألُوهِينَ" عِنْدَهُم: مربوبين، وَكَوْنُهُمْ مألُوهِينَ حَيْثُ كَانَتْ أَعْيَانُهُمْ ثَابِتَةً فِي الْعَدَمِ. وَفِي كَلَامِهِمْ مِنْ هَذَا وَأَمْثَالِهِ مِمَّا فِيهِ تَنَقُّصٌ بِالرُّبُوبِيَّةِ مَا لَا يُحْصَى، فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا. والتَّحْقِيقُ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ.
– الشيخ: والتَّحْقِيقُ، كفى عليه بس.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :