الرئيسية/فتاوى/حكم قول فمن شهد منكم الود فليصنه
share

حكم قول فمن شهد منكم الود فليصنه

السؤال :

مع ظهور ما يسمَّى بـ"رسائل التَّهنئة" عبر وسائل الاتصال، ومع مطلع هذا الشَّهر المبارك -رمضان- أرسلَ إليَّ أحدُ الأصدقاء هذه الرسالة: "فَمَنْ شَهِدَ منكمُ الودَّ فَليَصُنْه"، فهل في هذه العبارة إشكال؟

 

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أمَّا بعد :

فهذا قولٌ منكرٌ، وليسَ هو مِن نوع الاقتباس الجائز؛ لأنَّه مضاهاةٌ لنصٍّ مِن نصوص القرآن، وتركيبٌ يضاهَى به قوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة: 185]، وكلُّ مسلمٍ يسمعُ هذه العبارة فإنَّه يَشمئِزُّ منها قلبُه، وينبو سمعُه، وربَّما اقشعرَّ جلدُه؛ لأنَّه عند سماعها يتذكَّرُ القرآن، فيَستشنعُ أن يُصاغَ قولٌ يضاهَى به كلام الله في حكم فريضة مِن فرائضه، فالواجبُ على المسلم الأدبُ مع كلام الله وتعظيمه، فإنَّ تعظيمه مِن تعظيم الله لأنَّه كلامُه، فالحذر الحذر؛ فإنَّ كلَّ لفظٍ يقوله العبدُ مستطرٌ، والله عند قلب كلّ قائلٍ ولسانِه، والله أعلم.

 

 أملاه :

عبدُ الرَّحمن بن ناصر البرَّاك

حُرّر في 4 رمضان 1441هـ