الرئيسية/فتاوى/توضيح عبارة لابن كثير في تفسيره
share

توضيح عبارة لابن كثير في تفسيره

السؤال :

ذكرَ ابنُ كثير -عند قوله تعالى في سورة النَّحل: فَادْخُلُوا أَبْوَابَ– أنَّ أهلَ النَّارِ يدخلونها مِن حين موتهم بأرواحهم في قبورهم، ثم يوم القيامة تسلكُ أرواحهم في أجسادهم فينالها العذاب؛ فهل مرادُه بذلك عذاب البرزخِ وأنَّه يختارُ أنَّه معنويّ فقط؟ أو هو عذابٌ زائدٌ على عذاب القبر؟

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، أمَّا بعد :

فالظَّاهرُ أنَّ ابنَ كثير -رحمه الله- يريدُ عذابَ البرزخ، وهو ما بين الموت إلى البعثِ، وهذا في حقّ الكفَّار يشملُ أمرين: 

الأول: عذابُ القبرِ، وهو يتعلَّق بالرّوح والبدن. 

الثاني: العذابُ في النَّار، إمَّا بدخولها، أو بالعرض عليها، وهذا يختصُّ بالأرواح، فإذا بُعثت الأجسادُ سلكتِ الأرواحُ فيها، ثم يُدخَلون النَّار أرواحُهم وأبدانُهم، وهذا هو الدُّخول المذكور في قوله تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر: 46]، وهو ما عناهُ ابنُ كثير في قوله: “ثم يوم القيامة تسلكُ أرواحهم في أجسادهم” [1] ، وكلُّ ذلك حسِّيٌّ لا معنويٌّ. والله أعلم.

قال ذلك:

عبدُ الرَّحمن بن ناصر البرَّاك

حُرِّر في يوم الجمعة الموافق 27 رمضان ١٤٤١ هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 تفسير القرآن العظيم، لابن كثير 4/567