الرئيسية/فتاوى/هل قول الشاعر ألا يا ليلة القدر احمليني ووفقيني إلى نهج الهدى يعتبر من دعاء غير الله
share

هل قول الشاعر ألا يا ليلة القدر احمليني ووفقيني إلى نهج الهدى يعتبر من دعاء غير الله

السؤال :

هل يعدُّ قولُ الشَّاعر الآتي مِن دعاء غير الله؟

أَلا يَا ليلةَ القدرِ احمليني     وزُفِّي مِن الرَّحمنِ بشرى

لعلَّ اللهَ يغمرني بعفوٍ      فَلا يُبقي مِن الأوزارِ وِزرا

ووَفِّقني وأحبابي جميعًا     إلى نهجِ الهدى دنيا وأخرى

وفَّقكم الله لكلِّ خيرٍ.

 

الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلامُ على نبيّنا محمَّد، أمَّا بعد :

فليست هذه الأبياتُ مِن دعاء غير الله؛ بل هذا الشِّعرُ مبنيٌ على التَّخيُّل والتَّمنِّي، فصاحبُ هذه الأبيات يتمنَّى أن يكون مِن المحظوظين في ليلة القدرِ المشمولين بفضلها، فينال بذلكَ عفو الله وغفرانه، والفوزَ بالدَّرجات العالية مِن الجنَّة، وكلُّنا يرجوا ذلك مِن الله ويتمنَّاه.

وصياغةُ هذا المعنى بخطاب ليلة القدر -وليست هي مما يصحّ خطابه- جارٍ على أسلوب الشّعراء في التَّخيُّل والتَّمنِّي، ولا أعلمُ أحدًا مِن أهل العلم قدحَ فيه مِن جهة أنَّه دعاءٌ لغير الله، واستنجادٌ به، الذي هو مِن عمل المشركين.

فالحاصلُ أنَّ هذه الأبيات ليس فيها محذورٌ شرعيٌّ، ونداءُ ما لا يَعقلُ معروفٌ عند البلاغيين، فتارة يُرادُ به التَّمنِّي كقول الشاعر:

ألا أيُّها اللّيلُ الطَّويلُ ألا انْجَلِي     بصُبْحٍ وما الإِصْبَاحُ مِنكَ بأمثَلِ

وتارة يُرادُ به التَّحسُّر، كنداءِ الأطلال، كقول الشاعر:

ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي      وَهل يَعِمنْ مَن كانَ في العُصُرِ الخالي

وقولُ النَّاظم في البيت الثَّالث: "ووفقني وأحبابي جميعًا"، الصَّواب أن يقول: "يوفّقني" بصيغة الفعل المضارع؛ ليستقيم معناه مع ما قبله، والله أعلم.  

 

 أملاه:

عبدُ الرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في 9 شوال 1441 هـ