الرئيسية/شروحات الكتب/القواعد الحسان لتفسير القرآن/(64) القاعدة السّبعون: قوله “القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(64) القاعدة السّبعون: قوله “القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (القواعد الحِسان في تفسير القرآن)
الدّرس الرّابع والستون

***     ***     ***     ***

 
– القارئ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين وللمستمعين، قال الشيخ عبد الرّحمن بن ناصر السّعدي رحمهُ الله تَعالى وأسكنهُ فسيحَ جنانهِ..
– الشيخ:
الأصل أن يُقال "السَّعدي" نسبة إلى: سعد، ولكن هكذا اللهجة، يعني يكسرون السين "السِّعدي"، الأصل هي أن يُقال: "السَّعدي"
– القارئ: السَّعدي
– الشيخ:
نعم
– القارئ: الشيخ عبد الرّحمن بن ناصر السَّعدي رحمه الله تعالى..
– الشيخ:
"السِّعدي" خليك على الدارج
– القارئ: الشيخ عبد الرّحمن بن ناصر السِّعدي رحمهُ الله تَعالى وأسكنهُ فسيحَ جنانهِ..
– الشيخ:
آمين، آمين
– القارئ: في كتابهِ "أصولٌ وقواعدُ في تَفْسيرِ القرآن"
القاعدة السبعون: القرآنُ كَفيلٌ بِمقاومةِ جَميعِ المُفسدينَ ولا يَعْصِمُ مِن جَميعِ الشّرورِ إلّا التَمسُّكَ بأصولهِ وفُروعهِ، إلى أنْ قالَ رحمهُ الله تَعالى: فإذا جاءَ هؤلاءِ المُفسدين بالتّعطيلِ المَحْضِ.
– الشيخ:
فإذا جاء.
– القارئ: فإذا جاءَ هؤلاءِ المُفسِدين بالتّعطيلِ المَحْض..
– الشيخ:
هؤلاء ما ادري ليش؟ ايش بعدها يا شيخ؟
– القارئ: نعم، والإنكارِ الصِّرف، أبدى القرآنُ مِنَ الحُجَجِ و البَراهين..
– الشيخ:
هؤلاء ايش؟
– القارئ: نعم، فإذا جاءَ هؤلاءِ المفسدين..
– الشيخ:
المفسدون
– القارئ: اي، فإذا جاء هؤلاء المفسدون
– الشيخ:
نعم
– القارئ: هنا خطأ أحسن الله إليك
– الشيخ:
عندك ايش؟
– طالب:
– الشيخ:
صفحتين؟
– القارئ: لا هذا تتمة للدرس السابق
– الشيخ:
نعم، أكمِّل

– القارئ: إي نعم، فإذا جاءَ هؤلاءِ المُفْسِدونَ بالتّعطيلِ المحَض والإنكارِ الصِّرف أبدى القرآنُ مِنَ الحُجَجِ والبَراهينِ على وجودِ الله وعَظمتهِ وتَوْحيدهِ وصِدقهِ وصِدْقِ مَن جاءِ بهِ ما تَصَدّعُ لهُ الجبالُ وتَخْضعُ لهُ فُحُولُ الرّجال.
وإذا تَسرَّب هؤلاءِ الأشرارِ بِتوسُّط الأخلاق الرّذيلة وانْحِلالِ الآدابِ الجميلة، وَجَدوا مَسْلَكاً في هذا الطّريقِ يُعينُهم على تَنْفيذِ باطِلهم.
جاءهم هذا القرآنُ بالحثِّ على الأخلاقِ الفاضِلة، بالحثِّ على الأخلاقِ العالية، والأعمالِ الصّالِحة، والآدابِ الجميلة، التي لا تَعدُّ للشرِّ على صاحِبها سَبيلاً..
– الشيخ:
التي؟
– القارئ: التي لا تَدَعُ للشرِّ على صاحِبِها سَبيلاً..
– الشيخ:
نعم
– القارئ: وإذا صالوا بِالفَقرِ والفُقَراءِ ووجوبِ المُساواةِ..
– الشيخ:
وإذا صالوا
– القارئ: وإذا صالوا بِالفَقْرِ والفُقراءِ ووجوبِ المُساواةِ، واحْتَجّوا على أربابِ الأموالِ بالاحتكارِ والسّيطَرة..
– الشيخ:
هذا يُشيرُ الشيخ إلى واقعٍ في وَقْتِه، وهي الشّيوعيّة التي يَعْني تَنْتَحِلُ الاشتِراكَ في المالِ، ووجوبِ تَسْوية النّاس كُلَّهم حتّى لا يَنْفَرِدَ أحدٌ بالمالِ، ولا يَكونُ هناكَ غَنيٌّ أو فَقير، لا، كُلُّهم مُشْتَرِكونَ، وانْتِقِلتْ إلى البِلاد العربيّة باسم الاشتراكية، ولّا هي في أصْلِها وبِلادِها تُسمّى "بالشّيوعيّة"، شيوعيّة المال، المال يقول: يَجبُ أنَ يَكونَ شائِعاً بينَ النّاس، لا يَنْفَرِدُ بهِ أفرادٌ مِنَ النّاس، فَعُرِفَ هذا التّوجُّه، وجُذورهُ قَديمة كانتْ في بلادِ المَجوس.
قابَلهم نِظامُ الغَربِ الذي يُعْرَفُ "بالرأسمالية"، وهؤلاءِ يَعني نِظامُهم يَقْتَضي بأنْ تَقْرير المُلكيّة الفردية، وإعطاءِ الفَردِ الحريّة في الأخذِ و التّصرفِ والانِفاقِ، ودينُ الإسلامِ بينَ ذلك: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67]، والصّراطُ المُسْتَقيم مَضْمونهُ أخذُ المالِ بِطُرقهِ الشّرعيّة، وصَرفُه في مَصارِفهِ الشّرعيّة، فليسَ للفردِ أنْ يَتَملّك ويُنْفِق كيفَ شاء، لا، مَحْكومٌ بِنظامِ الشّريعة المَنزَّلة، ليسَ للفقراءِ التّسلّط على الأغنياءِ بالاسْتيلاءِ على أمْوالِهم، وليسَ للحكومةِ أنْ تَفْرِضَ على الأغنياءِ التّخلُّصَ مِن أموالِهم وجَعْلَها يَعْني مُلْكاً للجميع، لا، إنّما فرَضَ على الأغنياءِ حُقوقاً مِثل الزّكاة؛ (تُؤْخَذُ مِنْ أغْنيائِهم وتُرَدُّ في فُقَرائِهم).

– القارئ: أحسن الله إليك، وإذا صالوا بالفَقْرِ والفُقراءِ ووجوبِ المُساواةِ واحْتَجُّوا على أربابِ الأموالِ بالاحتكارِ والسّيطرةِ واسْتِعْبادِهم للعبادِ، واسْتِبْدَادهم بالأموالِ بالأملاك..
– الشيخ:
واستبدادهم
– القارئ: واسْتِبْدادِهم بالأملاكِ والأموالِ ولمْ يِجد هَؤلاءِ قوّةً عَليهم، وليسَ بِهم طاقةً بِوَجهٍ مِنَ الوجوه، تَصدَّى هذا القرآنُ العَظيم بِعَدْلهِ وقِسْطِهِ وإيجابهِ الحقوقَ المُتَنوّعة الدّافِعةِ للحاجاتِ كُلِّها بعدَ قيامِها بالضّرورات، لِصَدِّهم ومُقاوَمَتِهم وإبطالِ كُلِّ ما بهِ يَصولونَ ويَجولونْ، ثمَّ إذا بَرزَ بِصَلاحهِ وإصْلاحهِ العَظيم، ونِظامهِ الحَكيم وهَدْيهِ القَويم، وحَثِّهِ على سُلوكِ الصّراطِ المُسْتَقيم، ونورهِ السّاطِع وحُجَجِهِ القَواطِع، لمْ يَبْقَ في وجهٍ باطلٍ إلّا مَحَقهُ ولا شَرٍّ إلّا سَحَقهُ..
– الشيخ:
لم يبق ايش؟
– القارئ: لمْ يَبْقَ في وَجْههِ باطلٌ إلّا مَحَقهُ ولا شرٌّ إلّا سَحقهُ، ولا بَقيَ مَن قَصْدهُ الحقُّ والصّواب إلّا اخْتَارهُ واعْتَنَقهُ، ولا تأمَّلهُ صاحِبُ عَقلٍ ورأيٍ إلّا خَضعَ لهُ.
– الشيخ:
لكنْ تَأبى عَليهم الأهواء، الأهواءُ تَأبى عَليهم أنْ يُذْعَنوا للحق، يَمْنَعُهم مِن ذلكَ الكِبر وإيثارِ الحُظوظ الآجِلة مِنَ الرّئاسات والتّسلُّط.
– القارئ: أحسن الله إليك، ولا تأمَّلهُ صاحِبَ عَقلٍ ورأيٍ إلّا خَضعَ لهُ، فهو الحُصن الحَصين مِن جَميعِ الشّرور، وهو القاهِرُ لِكُلِّ مَن قاوَمهُ في كُلِّ الأمور.
القاعدة الحادية والسبعون.
– الشيخ:
إلى هنا يا أخي
– القارئ: أحسن الله إليك.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :القرآن وعلومه