الرئيسية/فتاوى/شرب اللبن لسعادة العام خرافة
sharefile-pdf-o

شرب اللبن لسعادة العام خرافة

السؤال :

فضيلة شيخنا الوالد عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك -أطال الله في عمره على طاعته وجعله سراجًا يُهتدی به-: السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يعمدُ بعضُ النَّاس لشرب الحليب ليلة كلّ عام جديد اعتقادًا منهم أنَّ ذلك يجعل عامهم أبيض وسعيدا، ويعتقدون أنَّ مَن لم يفعل ذلك فعامُه كلُّه سيكون أسود ومليئا بالمصائب.

ما حكم هذا الفعل المبني على ذلك الاعتقاد؟ وهل هذا مِن قبيل الشرك الأصغر؟ وهل هذا العمل مِن باب التبرُّك أم مِن باب التَّطير؟ نرجو تفصيل نصحًا لهؤلاء الناس. والله يرعاكم.

الجواب: الحمدُ لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعد:

فشربُ اللبن على الوجه المذكور مِن حيث الوقت ومِن حيث الغاية بناءً على ذلك الاعتقاد منکرٌ مبنيٌّ على اعتقاد فاسد، فلا علاقة لشرب اللبن أو تركه في أول العام بما سيكون في العام مِن خير وشر، بل هذا الاعتقاد خرافةٌ أوحى بها الشَّيطان ولا تروّج إلَّا على الجهّال ناقصي العقل. وشربُ اللبن على أنه جالبٌ للخير ودافعٌ للشَّر يشبه تعليق التَّميمة والودعة، التي قال فيها النَّبيٌّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً، فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً، فَلَا وَدَعَ اللهُ لَهُ)، وعلى هذا فمَن شربَ اللبن ليسعد في عامه فلا أسعده الله، كما أنَّ هذا الفعل فيه شبه مِن التَّطير، المتضمن لربط الأقدار في المستقبل على ما يراه الإنسان أو يسمعه من طير وغيره، وفي الحديث: (الطِّيرةُ شركٌ، الطِّيرةُ شركٌ) ثلاثا.

كما أنَّ هذا الاعتقاد في اللبن نوعٌ مِن الغلو فيه بدعوى البركة الخارجة عما جعله الله فيه من غذاء البدن، ومَن زعم في شرب اللبن وغيره منافع متوهمة غير معروفة فهو جاهلٌ ضالّ، وإذا عُرِّف ولم يرجع فهو مستوجبٌ للعقاب، فالواجبُ على المسلم أن يتقي الله ويفوّض أمره إلى الله ولا يتعلَّق بالخرافات، وأن يأخذ بالأسباب النَّافعة التي مِن أعظمها الدعاء في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ومِن أنفع ذلك الأذكارُ في الصَّباح والمساء، والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمد وآله وصحبه.

أملاه:

عبد الرحمن بن ناصر البراك

السبت 19-3-1433 هـ