الرئيسية/فتاوى/هل يجوزُ للابن أن يحضر غسل وتشييع جنازة والده الكافر
share

هل يجوزُ للابن أن يحضر غسل وتشييع جنازة والده الكافر

السؤال :

أخ أسلَمَ، وهو مقيم في بلاد الكفر، ويسكنُ مع والديه الكافرين، فماتَ والدُه على الكفر، فهل يجوزُ له حضور غسل جثته، وتشييع جنازته إلى المستشفى، ثم الكنيسة، ثم المقبرة؟ علمًا بأنَّه إن لم يفعل ستكون له مشاكل مع أمه وأقاربه، وربَّما طردوه مِن البيت، وقاطعوه نهائيًا، جزاكم الله خيرا.

 

 

الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:

 فنقول: نعم يجوز له حضور تغسيل أبيه، ودخول الكنيسة لكن من غير صلاة معهم، وله تشييعه، درءًا للمفسدة، وبرًّا بوالديه، وحذرًا من تشويه الإسلام؛ لأن هذا الابن إذا لم يحضر جنازة والده أساؤوا الظن بالإسلام، ونفروا عنه، وقد ذهب الشافعي إلى جواز ذلك في الكافر مطلقًا، فكيف إذا كان قريبا أو أحد الوالدين؟! قال النووي في المجموع [1] : " فرع في غسل الكافر: ذكرنا أن مذهبنا أن للمسلم غسله ودفنه واتباع جنازته، ونقله ابن المنذر عن أصحاب الرأي وأبي ثور، وقال مالك وأحمد ليس للمسلم غسله ولا دفنه، لكن قال مالك له مواراته"، وفي حديث علي -رضي الله عنه- لما ماتَ أبوه أمره النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يواريه، قال: (اذهبْ فوارِ أباكَ) رواه أبو داود والنسائي [2] ، والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في 10 ربيع الآخر 1443 هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 المجموع شرح المهذب -طبعة الإرشاد- (5/123).
2 أخرجه أبو داود (3214)، والنسائي (2006). وصححه ابن الجارود (550)، والضياء المقدسي في "المختارة" (745).