الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده ؛ أما بعد :
فالذي أراه في هذه المقولة عند تفسير الآية المذكورة أو غيرها مِن الآيات، أنَّها مِن الكلام المجمل الذي لا ينبغي إطلاقه ؛ لاحتماله حقًّا وباطلًا، فإنَّ قوله (يُذكر) قد يُراد به التَّذكر، وهذا المعنى لا يجوز إضافته إلى الله، وقد يُراد به ذكرُ الشَّيء مع الشَّيء المناسب له، وهذا المعنى صحيح، فهو تعالى يذكر المعاني المتناسبة بعضَها مع بعض؛ فإنَّ هذا مِن الحكمة في القول، ولعلَّه يدخلُ في الاستطراد الذي هو نوع مِن أنواع البديع المعنوي المعروف عن البلاغيين، ولعلَّ مَن أورد العبارة المذكورة مِن الفضلاء يريدُ المعنى الثاني، والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد .
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك
الثلاثاء 28 ذو القعدة 1437هـ